ينتهي الفيلم حيثُ بدأ في حمام المقهى، ليترك تساؤلاً لدى الحضور، هل كان العم إبراهيم ( جرجس جبارة ) بعد كلّ تلك الأحداث عاملاً في حمامات المقهى، دون ان يميزه صاحب المقهى، ويساعده ؟
نيالك … الكلمة التي بدأ بها الفيلم وانتهى بها، فالعم إبراهيم الذي يعاني من مشاكل صحية تمنعه من التبول بشكل صحيح انهار في حمام المقهى فما كان من طلال (فادي صبيح) صديق صاحب المقهى إلا أن أسعفه إلى المشفى بمساعدة من قريبه (كرم شعراني)، حيث أخبرهم الطبيب أنه بحاجة إلى عملية جراحية سريعة وبتكلفة مادية عالية، فما كان من طلال، الغريب عن العم إبراهيم والذي لا يمت له بصلة إلا ان ذهب إلى زوجته وطلب مساعدتها والتي أعطته طوقها الذهب الذي لا تملك غيره كي يبعه ويجري العملية، الأمر الذي وضعهم في صراع مع ابنهم الوحيد الذي يرى انه اولى بهذه النقود، ويبدأ بكره العم إبراهيم وخاصة بعد خروجه من المشفى ونزوله ضيفاً في منزلهم
ليتحدث الفيلم فيما بعد عن ما وصل إليه الناس في ظل الحرب من خلال الحديث عن الذي آلت إليه حال الموهوبين والفنانين خلال الحرب فأحد اصدقاء طلال الذي كان يضرب على الطبل تحول إلى بائع خضار، وزوجة طلال صاحبة الصوت الجميل تحولت إلى موظفة في محل بيع فساتين، ورنا ( أمل عرفة ) عازفة الكمان تحولت إلى سائقة تاكسي للنساء، وطلال نفسه عازف الكنترباص العاطل عن العمل والذي وجد عمل كعازف منفرد في مقهى ليلي، كلّ ذلك الدمار الداخلي والواقعي الذي أصاب الإنسان خلال الحرب لخصته أمل عرفة بشخصية رنا في قولها : الله يلعن أبو الحرب يلي خلتنا نشتغل بغير الشي يلي منحب
هذا ولا ننسى الفوضى والضياع ونشاز الحرب الذي تلخص في التنافر من خلال الجمع بين الكنتر باص والطبل في مقطوعة واحدة، والتي فيما بعد أُضيف إليها عزف الكمان وغناء كلاسيك، بالإضافة إلى الحديث عن عمليات الخطف، وغيرها من الأمراض التي تورطنا بها نتيجة الحرب
فالقصة التي لم تكن على قدرٍ كبير من المتانة من حيثُ المبدأ، والتي تدفع بشخص للتضحيات الكثيرة في سبيل شخص لا يعرفه كانت مزيجاً من الحرب والانسانية التي تتمثل بطلال وزوجته وصراعهم الداخلي بين واجباتهم الانسانية، وبين الواقع الفقير الذي يعيشون به، فقد تجسد بطريقة حاول فيها الكاتب قدر الإمكان أن تكون مقبولة لجمهور محلي يعلم حق العلم أن المساعدة في زمنه هذا قد تضعه في ورطة غير محمودة العواقب
عزف منفرد تأليف وإخراج عبداللطيف عبدالحميد وتمثيل مجموعة من الفنانين منهم : كرم شعراني، بيدروس برصوميان، فادي صبيح، امل عرفة، رنا شميس وغيرهم