باسم سلكا : الدراما والفن بمختلف هوياته بحاجة إلى ضمير صاحٍ جداً من الصناع والمتلقي

حوارات خاص

أسرة التحرير

 

باسم سلكا مخرج تعاون فني وكاتب سيناريو شاب وموهوب في مخزونه العديد من الأعمال الفنية على صعيد الكتابة والإخراج، هو من أسرنا بمشاعر مختلفة جبرتنا أن نطرح على أنفسنا آلاف الأسئلة في مسلسل شبابيك، وهو من حبس أنفاس المُشاهد بحبكاتٍ مبتكرة في مسلسل الهيبة بجزئيه الثاني والثالث

في حوارٍ خاصٍ له مع أورنينا يخبرنا باسم عن تفاصيل عمله قائلا: موضوع التعاون الفني هو المرحلة الاخيرة في تسلسل الوصول لكرسي المخرج، وعندنا في سوريا وبسبب غياب أكاديمية إخراج فالدخول لهذا المجال يتم ضمن تسلسل معين؛ من مساعد مخرج لسكربت لمخرج مساعد فقبل الجلوس على كرسي الإخراج بشكل مستقل يصبح هناك تبني المخرج للمخرج الشاب لكي يأخذ فرصته، فيضع مخرج العمل ثقته بالشاب الداخل في طريق الإخراج ويعطه منصب تعاون فني، ومهام هذا الشخص تكون بإخراج بعض المشاهد بالاتفاق مع المخرج الرئيسي، فيستلم مخرج التعاون الفني بعض أيام التصوير ويصبح هناك فريق ثانٍ للتصوير يطلق عليه اسم “وحدة ثانية” وطبعاً  ضمن النفس المتفق عليه مع المخرج الرئيسي وهناك أعمال يتم فيها فتح فريق تصوير لمدة عشر أيام او ثلاثة اسابيع حسب كل عمل وظروفه 

باسم بدأ عمله حسب ما ذكر كمساعد مخرج عام ٢٠٠٧ وتعرف على سامر البرقاوي في مسلسل (قلبي معكم عام) ٢٠٠٩ وتطور من مساعد مخرج لسكريبت ووصل للتعاون الفني في مسلسل ( لو ) عام ٢٠١٤ و( تشيللو، ونص يوم، والهيبة بأجزائه الثلاثة ) وتولى تعاون فني مخرج وحدة ثانية

وعن سؤالنا لباسم عن سبب سطوع اسمه في عالم الكتابة “خاصة بعد كتابته لمسلسل الهيبة بأجزائه الثاني والثالث ” جاء جوابه: لا نريد المبالغة كثيراً، انا لست كاتباً هناك اسماء مرموقة في مجال الكتابة والدراما السورية، اقدم مني مهنياً وأعلى شأناً وخبرةً، ففي موضوع الكتابة كنت دخيلاً، فهي بالنسبة لي هواية أكثر منها مهنة، وهي مهنه أحترمها جداً ولكنني لا استطيع امتهانها، لذلك اعتبر نفسي هاوٍ بعالم الكتابة، ولكن أرجح ظهور اسمي ككاتب لسطوع مسلسل الهيبة بحد ذاته، لأنه مشروع ناجح لاقى رواجاً عند الناس فبالتالي يسطع اسم الكاتب والمخرج والفنين جميعاً، فأي شخص يشارك في عمل ناجح ينجح معه، بالإضافة إلي عامل رئيسي انني في تجربة الكتابة قد تصديتُ لها وحدي ولم يشاركني بها أحد، لذلك عندما أقدم عمل باسمي فهو لي وحدي ككاتب اما في عالم الإخراج فانا لحدّ الآن لم آخذ فرصتي لأخرج عمل وحدي، فتجاربي بالإخراج هي تعاون فني مع مخرج ولم تحالفني الفرصة لاستلام عمل مستقل لنقول أنه قد سطع اسمي فيه او لا، بينما في الكتابة قد اخذتُ فرصتي وهذا هو السبب الرئيسي، فانت عندما تقول الهيبة هو الكاتب باسم سلكا، ولكن الإخراج لسامر برقاوي لذلك انا لا يحسب لي موضوع الإخراج 

 

وعمّا إن كان يرى ان المخرج الفني والكاتب يأخذ حقه مادياً ومعنوياً بعد عرض العمل أم ان العمل يبقى حكراً لمن هم تحت الأضواء، قال: نعم أنا أرى ان كلّ شخص يأخذ حقّ ما اقترفت يداه سلباً أو إيجاباً، وبالنسبة لي شخصياً نعم اخذت حقي مادياً ومعنوياً والحمدلله محبة الناس هي اغلى شيء، وضمن الوسط حقي والجميع يعرف الدور الذي أقوم به والجدوى التي يحصدها العمل الفني الذي أشارك به أكان في الإخراج أو الكتابة وهذا شيء معروف ضمن كلّ أسرة عمل اكون فيه، وهذه النتائج انا راضٍ عنها

 

أما عن صيغة الأعمال المشتركة وهل يرى فيها ظلم للبعض ام أنها اصبحت صيغة رائجة وعلينا احترام تقبل الجمهور لها ؟ فنلاحظ أن باسم يرى في صيغة الدراما المشتركة صيغة قديمة جداً منذ أيام رحمه الله الفنان العبقري الاستثنائي نهاد قلعي سواء أكانت في الدراما أو السينما وسواء اكانت سورية لبنانية او لبنانية مصرية وغيرها فقد تم تجريبها بكل حالاتها ولاقت نجاحاً في حال كان الفكرة بحدّ ذاتها ناجحة، والفكرة الأساسية أن العمل الناجح ليس فقط في هويته بلّ بقيمته الفنية، فنحن احياناً نرى أعمالاً سورية بحتة دون المستوى المطلوب واعمال مشتركة ناجحة والعكس صحيح، فالعمل الفني يكون بحدّ ذاته ناجحاً بغض النظر عن هويته بقدر ما يكون صناعه قد قدموا جهداً في سبيله 

 

وعن اعماله المستقبلية يقول باسم : إذا توفر لي نصاً جيداً ضمن المستوى المطلوب او الذي يشبهني على الأقل لا مانع لدي للتصدي له وذلك رهن التوفيق بشركة منتجة، وفي حال بقي النضوب في نصوص الدراما لا مشكلة لدي في كتابة نص فالموضوع رهن حضن إنتاجي واسع وثقة من المنتج وفتح صفحة جديدة للدراما السورية فهي تستحق النظر إليها بعين أخرى، وحسن ظنّ الجمهور شاهد على كل شيء، وبالنسبة للمشاريع الجديدة أنا أحضر لشيء في الوقت ذاته جاهز لاستقبال أي مشروع إذا كان ضمن المستوى الفني المطلوب، وعلى الصعيد الشخصي عندي مشروع أعمل عليه وإذا رأى النور سأصرح عنه 

 

وفي النهاية يُضيف باسم؛ الدراما والفن بمختلف هوياته وجنسياته بحاجة ضمير من الصناع فنين كانوا أم فنانين، الصناع بحاجة إلى ضمير، وحتى المتلقي إن اردت فالمدح المبالغ به لبعض الأعمال يُشبه الذم الذي يصبح به تهكم لبعض الأعمال الأخرى، فالعمل الفني بحاجة لموضوعية من المتلقي وضمير صاحٍ جداً من صُناع العمل، لذلك يجب ألاّ نضع الأعمال المشتركة شماعة لفشل الأعمال الأخرى، فالموضوع كما هو رهن للمستوى الفني عند الصناع أيضاً هو رهن للضمير الحي والولاء والإيمان بما يصنعون سواء أكان بالدراما السورية او اللبنانية أو سورية لبنانية مشتركة أو اي عمل فني بالمجمل