سلافة معمار مجموعة إنسان من الثقافة والرقي

حوارات خاص

 

لم يكن مُفاجئاً لنا ذاك الظهور الجميل للنجمة «سلافة معمار» في برنامج «مجموعة إنسان»، فالممثلة القديرة عودتنا على إطلالات إعلامية تمتاز باللباقة واللياقة والحضور القوي، فَكانت حقاً مجموعة إنسان من الثقافة والرقي

 

بِهدوئها واتزانها، وبما امتلكته من خبرة وثقافة، حققت معمار في لقائها حضوراً راقياً ولطيفاً قلما يحدث في عالم البرامج الحوارية، فضلاً عن جمالها وأنوثتها الساحرة، وأناقة المصمم اللبناني «زهير مراد»، ليكتمل جمال الحضور بِوضوح وجرأة ردودها


رغم بقاء البرنامج الذي يقدمه الإعلامي «علي العلياني» وتعرضه قناة ام بي سي للموسم الثالث في نفس النمط التقليدي للبرامج الحوارية، وتجاهل القائمين عليه لكل الانتقادات التي طالته منذ انطلاقته من ضعف الإعداد وإعادة فتحه لِملفات تمّ استهلاكها وإغلاقها؛ إلّا أنّ معمار استطاعت التغلب على سلبيات البرنامج بِذكاء، فَكان منها التوسع في رواية القديم والمستهلك لتمرر في حديثها تفاصيل إضافية أضفت سلاسة ومتعة على ما هو معروف للجمهور، وبدا ذلك جلياً في القسم الأول من البرنامج والذي تناول طفولتها وبدايتها الفنية، كما تناول زواجها السابق من الفنان «سيف الدين سبيعي» وعلاقتها مع ابنتها دهب

وهو ما كان أيضاً في إعادة العلياني فتح ملف يعود للعام 2014 حين أدلت معمار بِتصريحها المعروف عن رأيها بالممثلات اللبنانيات، فَأعلنت معمار عن ردها لآخر مرة على تداعيات هذا التصريح وما نتج عنه من تصريحات عكسية لِكل من اللبنانيتان «ندين نجيم» و«سيرين عبد النور»، فقالت: تكلمت عن موضوع مهني بحت، أنا ممثلة أكادمية لدي رأيي بهذه المهنة، وقلت رأيي بتجرد ودون تقصد لأحد على الإطلاق، رأيي أن هناك أنواع للنجوم والممثلين في الساحة الفنية، لا يجوز خلط الأمور، هناك ممثلات يصبحن نجمات ويعملن وينجحن، هنّ جميلات، لكنهن حالة مختلفة تماماً عن حالة (الممثل)، هناك أنواع من الأدوار مستقلة بِحد ذاتها، لها معطيات معينة لا تستهويني، إذاً هناك أنواع للتمثيل ولهذه المهنة وللنجومية، أنا أقصد جودة الأداء

ومع عدة أخطاء وقع بها العلياني نتيجة الضعف الواضح في الإعداد وعدم دقة أو شح بِالمعلومات؛ إلّا أنّه بالمقابل طرح عدة تساؤولات جديدة ومُلحة، كان أهمها سؤاله عن علاقة معمار بالسينما وغيابها عنها، فَجاء ردها: “أتمنى أن أكون في السينما بِشكل أكبر، لكن هذا الأمر للأسف ليس بِيدي، انتاج السينما في سوريا محصور بالمؤسسة العامة للسينما، بالتالي الانتاج قليل، ونوعية الأفلام المُنتجة لها خصوصية، فَهي (أفلام مهرجانات) لا تحقق الانتشار، ليست أفلام شُباك على الإطلاق، بالإضافة إلى أنني بعد تجربتين أصبح لدي وجهة نظر بالموضوع، وهي أن الأعمال لطالما كانت ذاتية جداً، فالنص والرؤية وكل شيء للمخرج، تلك الذاتية أدت إلى غياب عمل يخاطب شريحة أوسع من الناس، ودوماً هناك أسماء محدودة من المخرجين العاملين في المؤسسة، بالتالي لم أجد الرغبة بِتكرار تلك التجربتين رغم ما حققته من جوائز

كما حمل اللقاء توضيحاً مهماً حول عدم تكرار تجربتها الوحيدة في الدراما المصرية في مسلسل «الخواجة عبد القادر» رغم نجاحها الكبير، قائلة: لم تكن العروض المقدمة لي كما أُحبّ، بالإضافة إلى أنّي لم أعمل على تكرار التجربة، لأنّني لم أفكر يوماً بالانتقال لأكون عنصر أساسي في سوق الدراما المصرية، أحبّ أن أكون ضيفة عليها ليس أكثر، ضيفة في أعمال تشبهني وتحقق إضافة حقيقية لي، العروض المقدمة لم تكن من النوع الذي أجد نفسي بِه

ورداً على سؤال حول المرحلة العمرية الحالية، عبرت معمار (1976) عن سعادتها بِما هي عليه اليوم موافقة أنّها أجمل سنين حياتها، فَقالت: الأربعين عمر جميل، إنّه عمر نضوج شخصية المرأة، وتصبح عارفة أكثر لما تريده، تكون بِه في ذروة نضجها وجمالها وعطائها، إنّه عمر ممتع جداً

الاستمرار والقدرة على إنجاز رؤيتها الخاصة في الدراما؛ هو التحدي المقبل لِمعمار، وبالتحريض والسعي، كما بالبحث وبضع خطوات تقوم بها حالياً؛ تعمل النجمة الذهبية لِبلورة أفكارها في الأيام القادمة بِأعمال تعبر عنها، لتسكتمل مسيرتها الفنية بِتجدد ونجاحات تلوح في الأفق