الإنشاد الديني … حديث الروح

آراء خاص

 

الإنشاد الديني هو الغناء بأصوات ندية ترتل القرآن وتشدو بالألحان النورانية، في مديح النبي المصطفى، وبث سير الصالحين وفرسانالأمة. وقد بدأ الإنشاد الديني من زمن النبي محمد (ص) حيث قد مرّ بنسوةٍ كُن يمدحنه ويقلننحنُ نسوةٌ من بني النجار يا حبّذا محمّدٌ من جارِ

وقد كان الكثيرون ممن ينشدون ويمدحون في الرسول إلا أن البداية كانت مع المؤذن بلال ومجموعة من الصحابة وقد استعانوا بأشعار حسّان بن ثابت ومنه تطور شكل الإنشاد الديني وأخذ اشكالاً وأنماطاً مختلفة في كل بلد واستمر إلى يومنا هذا

يطول بنا الحديث عن تاريخ الأناشيد الدينية ومسيرتها التي مرت بمحطات مهمة كالأمويين والفاطميين وأشكال مختلفة كالدراويش واللطمية. إلى أننا آثرنا أن نخصص مقالنا حول الإنشاد الديني في سوريا لما له من أهمية كبيرة في عالم الإنشاد على امتداد الوطن العربي

النشيد الديني يخاطب الروح والفؤاد ويعلّي من قيم المحبة والتسامح والجمال، لذا  كانت الحاجة إليه في مجتمع الاستهلاك وهذا ما جعله يأخذ اشكالاً عدة ومقامات مختلفة لكي يكون قريباً من الناس

فن الإنشاد الديني يعود تاريخه في سورية إلى نحو 300 سنة ومؤسسه الشيخ عبد الغني النابلسي المولود في دمشق عام 1641،وهو فقيه ومحدث ومنشد ديني وشاعر صوفي

والنابلسي هو من وضع تقاليد الإنشاد الديني في الجامع الأموي بدمشق، ومنه انتشرت إلى المساجد الأخرى في المدينة، وبعدها إلى بقية المناطق في سوريا والتي تضم جوانب عدة منها الآذان الجماعي والتذكير والتسابيح والتراحيم والصمدية والتواشيح الدينية

في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي كان الإنجاز الأهم وهو إنشاء رابطة المنشدين الدينيين التي ضمت العديد من المتميزين في الإنشاد أمثال : عارف الصباغ، نعيم أبو حرب، وجيه الحلاق وغيرهم وقد تولى رئاستها محمد توفيق المنجد الذي عرف بلقب منشد شهر رمضان وتولى من بعده رئاسة الرابطة حمزة شكور وسليمان داود.

،ويعود الفضل لإذاعة دمشق بنشر هذا الفن العريق، كما عُرف من المنشدين أيضاً صبري مدلل وقد خصّته أورنينا بمقال مفصّل عن حياته ضمن زاوية أيام زمان

وقد عرفت من المدارس الصوفية  المدرسة المولوية والمدرسة الهلالية  في الإنشاد

لم يقتصر أداء الاناشيد الدينية على الرجال فقط . فبالرغم من كل الآراء بين مؤيدة ومعارضة لفكرة أداء النساء للأناشيد إلا أن بعض المطربات قد فرضن أنفسهن في الوطن العربي وقدموا اناشيد رائعة بدءاً من أم كلثوم وليومنا هذا

في سورية عرفت هدية السبيني التي التحقت في البداية برابطة المنشدين الدينيين وقدمت مع حمزة شكور أربع دويتو منها : سيظل شعري. كما عرفت الاعلامية والفنانة رشا ناجح بتقديم أغانٍ دينية من ألبومات قواعد العشق لنصوص شعرية و صوفية

وأخيراً يبقى الإنشاد الديني بكل أشكاله يجرّدنا من عوائقنا ويقرًبنا من الخالق قائلين : وقد أتيناك بالفقر يا ذا الغنى