صيف مع العدو … شهلا العجيلي

خاص كتاب الشهر

 

وُجد الفن منذ الأزل لكي يسمو بنا وينقلنا لفضاءاتٍ واسعة لاحدود لها، نمتطي فيها خيالاتنا ونبني عبرها مانشاء من عوالم من حبٍ وشجن وغوصٍ في خفايا النفس

هذا الفن الذي يجسده الغناء والرسم والنحت كما المسرح والسينما والرقص ،إلا أن بعض الأدباء جعلوا من حروفهم وكلماتهم نوطات موسيقية تعزف على أوتار الروح فكانت أعمالهم الأدبية كما السيمفونيات في عظمتها، تنقلك صفحاتها بين دفتيّ الكتاب على أنغام الكلمات 

هذا الأدب هو وثيق الصلة بالفن لا بل هما وجهان لعملة واحدة، هي السمو بالإنسان ولهذا السبب قررت أسرة مجلة أورنينا أن تخصص باباً للأدباء السوريين والأعمال الأدبية السورية إيماناً منّا بأن سورية كانت وما زالت ولّادةً لكل ما هو أصيل وجميل 

 

صيف مع العدوشهلا العجيلي 

 

أصدرت الكاتبة السورية شهلا العجيلي روايتها الجديدة صيف معالعدو حيث تنقلك الرواية بين أماكن وأزمان مختلفة يرتبط فيها الأبطال بعلاقة ما أو ظروف حياة جعلتهم ضحايا لنفس الآلام بمسميّات مختلفة

مسرح الرواية هو مدينة الرقة التي عاشت فيها لميس طفولتها وشهدت فيها سقوطها بيد داعش ونزوحها إلى كولونيا بألمانيا إلا أن الأحداث تجعلنا نسافر إلى ما هو أبعد من حدود تلك المدينتين. هي رحلة فيالعوالم الداخلية للأبطال وما تركته فيهم المعاناة على مختلف أشكالها من أثر. هي رحلة وطن عبر ثلاثة أجيال تعاقبت على الجدة والأم والحفيدة، علاقة شائكة تجمع بينهم ومع الغرباء الذين قدموا إلى سورية. وليصبح هؤلاء الغرباء (الأعداء!) وطناً آخر فرضته الحرب

رواية غنيّة جداً بالعمق الإنساني والكم الكبير من المعلومات الثقافيةالتي استعرضتها الكاتبة بطريقة تلقائية وعفوية بعيدة عن فذلكة الروائيين ضمن حبكة رائعة تجمع الأبطال ببعضهم البعض

الرواية مرشحة ضمن اللائحة القصيرة لجائزة الرواية العربية البوكر 2019

شهلا العجيلي أديبة سورية من مدينة الرقة  حاصلة على دكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة حلب  وعملت بتدريس الأدب العربي في جامعة حلب وجامعة مادبا في الأردن 

 

من إصداراتها 

 المشربيّة. مجموعة قصصية

عين الهرّ. رواية

سجاد عجمي. رواية

سماء قريبة من بيتنا. رواية وكانت ضمن اللائحة القصيرة لجائزة الرواية العربية عام 2016

دراسات نقدية 

الرواية السوريّة. التجربة والمقولاتالنظريّة

الخصوصيّة الثقافيّة في الرواية العربيّة

مرآة الغريبة، مقالات في نقد الثقافة