صانع الأحلام : دراما الخيال العلمي بلغة سينمائية

خاص دراما كواليس

 

تطور وتفوق تشهده الفنون البصرية حول العالم، ومواكبة جماهيرية واسعة لها تنتقي منها الأفضل ولا ترضى سوى بالمتميز والمتجدد، هي منافسة كبيرة فنياً وتقنياً وفكرياً تسود ساحة الانتاج الفني العالمي لاستقطاب المشاهدين على أوسع نطاق

المسلسلات الدرامية تتصاعد وتتمايز في صنعتها وطرق عرضها وتلقى المتابعة والاهتمام بشكل كبير ومن المتوقع أن تقارب السينما في جماهيريتها أو حتى تتفوق عليها

أما محلياً؛ وبعد نهضة وتفوق الدراما السورية في المنطقة العربية طيلة العقد الأول من الألفية الثالثة، شهدت تلك الدراما تراجعاً قسرياً في الأعوام السابقة بحكم أوضاع الحرب وشروط العرض والتوزيع، مما انعكس سلباً على مستواها العام وأدخلها غرفة العناية المشددة، وأصبح من الضروري إنعاشها وإعادة إحيائها، ومع وجود استثناءات معدودة لمسلسلات لائقة نسبياً؛ استطاعت الدراما السورية الثبات ولو على غير أمان، تلك الاستثناءات جاءت بتوقيع صناع تفانوا في بحثهم واشتغالهم لتقديم التميز والمتعة للجمهور

 

 

بعض الأسماء المشهود لها بالكفاءة والإبداع غادرت مواقعها نحو الدراما، فَترقبها الجمهور بالكثير من الأمل، وفي طليعة هؤلاء؛ أتى السينمائي السوري «محمد عبد العزيز» من صناعة السينما التي أبدع بها وأصبح رقمها السوري الصعب إلى الدراما التلفزيونية، مشاركاً الكاتب بشار عباس المتأصل في السينما دراسةً وتحليلاً ومتابعة، ليقدما عملهم الأول «ترجمان الأشواق» الدراما التلفزيونية بِلغة سينمائية، والذي تأجل عرضه لموعد غير محدد حتى الآن

 

لم تثني تلك الصدمة عزيمة الثنائي المعروف بإدراته القوية وتعشقه للفن الأصيل، فكان منه أن كرر تعاونه في عملٍ جديد بعنوان «صانع الأحلام»، كتب عباس السيناريو له عن رواية «قصة حلم» للكاتب السعودي «هاني نقشبندي»، ليتولى عبد العزيز إخراجه بِأسلوبه السينمائي الخاص واصفاً إياه بعبارة «السينما في بيتك» واعداً الجمهور بعمل مختلف عن السائد شكلاً ومضموناً

العمل اجتماعي معاصر، ينتمي إلى الأعمال العربية المشتركة «بان آراب» تشمل أحداثه وقصص شخصياته 4 دول عربية، ويقدم دراما الخيال العلمي بأسلوب فانتازي غامض ومشوق، كما يقدم حالات رومانسية وتفاعلات إنسانية متباينة، وتدور أحداثه حول عالم الفيزياء الكمية «سامي عمران/مكسيم خليل» شخصية مركبة ومعقدة تعاني مرض ثنائي القطب، ورث عن والده قدرته على تفسير الأحلام، وتجاوز ذلك ليتم دراسة تمكنه من صناعة أحلامه ومشاركة الآخرين في أحلامهم، وعندها يقع في صراع مع عصابتان تحاولان سرقة الدراسة، ليصل في النهاية إلى اكتشاف أن أهم أحلام الإنسان هي العائلة

يشارك في العمل عدد من الفنانين السوريين والعرب، ومنهم السورية «رنا ريشة» التي تؤدي شخصية «ديمة» شقيقة سامي، والتي تعمل في مجال الصيدلة، شخصية تتسم بالإيجابية، تصبح هدفاً لِإحدى العصابات التي تسعى عبرها لسرقة أبحاث شقيقها

أما اللبناني «طوني عيسى» فيؤدي شخصية زعيم عصابة تربطه مع سامي عمران صداقة قديمة تعود لأيام الدراسة، يسعى لسرقة أبحاث سامي لتنفيذ أغراض خاصة به

 

كما تشارك الفنانة المصرية «أروى جودة» في العمل بشخصية طبيبة نفسية يتم تشغيلها كَجاسوسة يتم إرسالها من مصر للحصول على معلومات من سامي

تبدو الفنانة اللبنانية «جيسي عبدو» متحمسة جداً للشخصية التي تؤديها والتي تختلف عن كل ما قدمته سابقاً، فالدور الذي تؤديه يتسم بالقسوة والميول للشر مع بعض التقلبات العاطفية

 

انطلق تصوير العمل في بيروت مطلع الشهر الحالي، على أن ينتقل فريق العمل لاحقاً إلى أبو ظبي لاستكمال عمليات التصوير 

المسلسل من انتاج شركة «ميديا ريفوليوشن7» لصاحبها المنتج «مفيد الرفاعي» والذي يسعى لتقديم تغيير لتركيبة الدراما العربية ترضي الجمهور ومن المقرر عرض المسلسل في شهر رمضان القادم على قناة أبوظبي بالإضافة إلى عدة فضائيات عربية يجري التفاوض معها حالياً