مسافرو الحرب : 4 جوائز في عرضه العالمي الأول

خاص سينما فنون
يبدو عنوان الفيلم معبراً عن حال السينما السورية اليوم، السينما ابنة واقعها وبيئتها، محكومة بأحداثها وقصصها، أفلام سورية تُصنع عن حربٍ مأساوية، تعجز صورها مهما تجملت عن إخفاء قساوة ما حصل ويحصل، ورغم محاولاتها بأنواعها -الوثائقية والروائية- الالتفاف والسفر بحثاً عن أبوابٍ خلفية؛ لم تودي إلا لواقعها، سينما قدمت الحدث وتنوعت في قصصها ورؤاها وحلولها الفنية، وسافرت لتروي للعالم بعضاً من حكاياتنا، جالت دول العالم وقدمت نفسها في أهم وأكبر المهرجانات السينمائية، مؤكدةً أن الفن في سوريا باقٍ مهما حصل، نافست وحصدت الجوائز فَكانت جوائزها شهادةً منهم أننا أهلٌ للفن والحياة
جاء الفيلم السوري «مسافرو الحرب» (2018) للمخرج جود سعيد (1980) ليكمل المسيرة، فاستطاع في عرضه العالمي الأول في الدورة 29 لمهرجان (أيام قرطاج السينمائية 3-10 نوفمبر 2018) في تونس أن يلقى التقدير والاهتمام، الجمهور ملأ الصالات وتفاعل في عرضين للفيلم، النقاد عبروا عن إعجابهم وشهدوا لهُ، الصحافة التونسية والعربية نشرت عشرات المقالات، فكان من المتوقع للفيلم المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة؛ أن يحصد الجوائز، وكانت أولى تلك الجوائز قبل إعلان جوائز هذه الدورة، حيث نال جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) وهي جائزة موازية تُمنح بشكل مستقل عن جوائز المهرجان، الاتحاد يضم منظمات وطنية لنقاد السينما المحترفين من خمسين دولة، وعرضت لجنة التحكيم أسبابها في تقديم الجائزة، والمتمثلة بتميز الفيلم بالسينما المستقبلية، وتفرد الشخصية الرئيسية التي جسدها الفنان أيمن زيدان بطل الفيلم، والمعروف أن جائزة (فيبريسي) تُمنح لأفضل فيلم في المسابقات الدولية في العديد من المهرجانات العالمية الهامة مثل مهرجان كان وتورنتو وفينيسيا
أما في جوائز المسابقة للرسمية للمهرجان، فقد نافس الفيلم 13 فيلماً من 9 دول عربية وإفريقية، وحصد ثلاثة جوائز، هي جائزة الجمهور، وجائزة التانيت البرونزي، وجائزة أفضل صورة، ليكون الفيلم الأكثر حصولاً على جوائز في مسابقة هذه الدورة، مع حصول الفيلم المغربي «صوفية» للمخرجة «مريم بن مبارك» على تنويه خاص وجائزتين
يروي الفيلم في ملخصه حكاية سوريين يلهثون وراء أحلامهم المشتهاة صانعين الفرح والحب في آتون هذه الحرب المجنونة وذلك عبر قصة (بهاء/أيمن زيدان) وهو موظف في شركة الكهرباء بمحافظة حلب، على مشارف تقاعده، يخطط للحصول على تعويض نهاية خدمته والعودة للاستقرار في قريته الريفية البعيدة، رغم أن الحرب السورية مستعرة، ومعركة تحرير حلب في أوجها، في رحلة مليئة بالأحداث والمواقف المفاجئة لحد العبث أحياناً.
الفيلم من إخراج جود سعيد الذي كتب السيناريو والحوار له بالشراكة مع: أيمن زيدان ، سماح القتال، يارا جروج، وأدى دوره الرئيسي الفنان أيمن زيدان وشاركه في البطولة كل من: لينا حوارنة، حسين عباس، لمى الحكيم، لجين اسماعيل، لوريس قزق، كرم الشعراني، نسرين فندي، طارق عبدو، بيدروس برصوميان، سيرينا محمد، بالإضافة إلى عدد من الممثلين الشباب، وهو من انتاج شركة (الأمير) اللبنانية، مدير الإضاءة والتصوير: وائل عز الدين، مدير الانتاج: سامر رحال، منتج فني: نيكول كماتو، مهندس الصوت: مهدي رحيم زاده، وقد تمّ تصويره في عدة مناطق سورية منها: حمص وريفها، حلب، اللاذقية، ريف حماة
الجدير بالذكر أن مهرجان أيام قرطاج السينمائية أحد أهم وأعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية، تأسس عام 1966، وكان يُنظم كل سنتين وتناوب معه مهرجان دمشق السينمائي في دوراته لعدة عقود، حتى عام 2015 حيث أصبح يُعقد سنوياً، ويعتبر مقصداً لكل صناع الأفلام وعشاق السينما العرب والأفارقة

 

 

Lascia un commento

Il tuo indirizzo email non sarà pubblicato. I campi obbligatori sono contrassegnati *