يوم للسينما السورية

خاص سينما فنون

 

في هذه المرحلة الممهورة بويلات ومآسي الحرب ، والمبهمة الرؤى والمصائر ، تصبح السينما النقية جاذباً يتفوق على وسائل الإعلام وما يصدر عنها من أفكار نمطية، حاملةً الإنسان فقط ، دون تكلف أو تكريس ، لتقدم حالاته بواقعية تتعمق في جوهره وباطنته وتعكس مآسيه وآلامه
ولأن تصنع فيلماً مختلفاً عن السائد، يقدم الإنسان السوري بكنهه وكينونته، عليك أن تخوض حرباً إضافية ، تعارك بها أفكارك وأفكار المؤسسات والجمهور

قلة من السينمائيين السوريين خاضوا تلك الحرب ، و
أمام بسالة موهبتهم واجتهادهم ، كان الانتصار حدثاً استثنائياً ارتقى بهم وبالسينما السورية ، فاستطاعوا الوصول بصناعتهم إلى مهرجانات العالم ، ومنهم من حصد الجوائز ، ليثبتوا غنى الثقافة السورية وثراء سينمائييها و قدرتهم على المنافسة ، وصادف أن حصدت الجوائز في يوم واحد 8/9/2018 ، ثلاثة أفلام سورية ، في ثلاثة مهرجانات دولية ، ليكون يوم للسينما السورية احتفل به كل عاشق سوري للسينما
حصد الفيلم الروائي الطويل “يوم أضعت ظلّي” (2018 , 94 د) ، انتاج مستقل ، للمخرجة سؤدد كعدان على جائزة (أسد المستقبل/أفضل فيلم أول) ضمن مسابقة “آفاق” في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بِدورته الخامسة و السبعين ، ليكون إنجازاً كبيراً للسينما السورية ومُشجعاً لصناعها المستقلين وبعد عرضه الأول في فينيسيا الايطالية، سيُنافس الفيلم في عدة مهرجانات عالمية في الفترة القادمة ، أُعلِن عنها حتى الآن في تورنتو ، لندن ، والجونة 

كما حصل الفيلم الروائي الطويل “حرائق” (2016 , 118 د) ، من انتاج المؤسسة العامة للسينما للمخرج محمد عبد العزيز على الجائزة الذهبية
كأفضل فيلم في مهرجان سيفن هيلس 2018 في هنغاريا ، وهي ثالث جائزة للفيلم بعد حصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن مسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي 2016 ، وجائزة أفضل فيلم متكامل في مهرجان روتردام للفيلم العربي 2017
 وحصد الفيلم القصير “أفراح سوداء” (2017 , 17 د) ، انتاج المؤسسة العامة للسينما ، للمخرجة كوثر معراوي على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان السماوة السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في العراق بِدورته السادسة ، وكان الفيلم قد عُرض لأول مرة ضمن مسابقة الأفلام القصيرة الاحترافية في الدورة الخامسة من مهرجان سينما الشباب و الأفلام القصيرة في دمشق
الجوائز إثبات قيمة ووجود لسينما لم تلقى الاهتمام والرعاية الكافية في الداخل السوري ، ولا يزال الجمهور السوري يتساءل عن مواعيد عرضها مع عروض الأفلام حيناً، والتأجيل والتسويف ومحدودية العروض زمانياً ومكانياً حيناً آخر

 

 

 

Lascia un commento

Il tuo indirizzo email non sarà pubblicato. I campi obbligatori sono contrassegnati *