فيلم ” زينة ” ينطلق في رحلة العروض الجماهيرية

حوارات خاص

لم يقدم فيلم ” زينة ” عرضه الأول في دمشق كَعرض خاص ، بل توجه منذ انطلاقته إلى الجمهور مباشرةً ، لملامسة وجدانهم ، وتحريك ذاكرتهم ، فهم الغاية و الهدف ، وبعد عرضه في دمشق ، يتجه ” زينة ” نحو آفاق جماهيرية أوسع ، لاختبار تركيبته السينمائية الفريدة ضمن بيئات سورية متنوعة ، و تحريض المخزون الفكري لشريحة أوسع من المجتمع السوري ، ساعياً كما شكله الإخراجي ؛ لاحتواء العاطفة اللحظية في شريط بصري ، سَبق أن وثقت كاميرا الفيلم عناصره الوجدانية سينمائياً

الفيلم من كتابة و إخراج وانتاج معن جمعة ، بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما و مدرسة الفن المسرحي ، ومن بطولة الفنانين لجين اسماعيل و علياء سعيد، و يروي حكاية زوجين يعيشان حياتهما بحب و شفافية ، إلى أن يستدعى الزوج للخدمة الاحتياطية في الجيش ، ويقع مصاباً وسط الحصار ، فتصر الزوجة على الوصول إليه والبقاء معه في حصار

زينة فيلم روائي طويل ، يتبع الموجة الفرنسية الجديدة ، المتأثرة بالمدرسة الواقعية الايطالية ، قائم إخراجياً على استجواب السينما لنفسها ، فالمخرج معن الجمعة كوَّنَ فكرته الإخراجية قبل السيناريو ، و اتجه نحو السرد المعتمد على مشاهد الفلاش باك ، ليكون ما وثقته كاميرا بطلة الفيلم (زينة) علياء سعيد من يوميات متفاوتة بين الأمل والحب والألم ، جمعتها بزوجها (ممدوح) لجين اسماعيل ، هي الإيقاع الفكري و الوجداني المعتمد بصرياً لصناعة الفيلم ورؤيته الإخراجية
فالكاميرا بشكلها المباشر ، وثقت حكاية الفيلم بتراتبية مدروسة ، و استطاع المخرج ببساطة فرضيته تقديم حبكة متقنة لقصته، التي كرَّسها لخدمة قضيته، فالمرأة بجمالها و عنفوانها وإخلاصها ، هي قضية المخرج ، و(زينة) المرأة السورية العاشقة لزوجها، والمخلصة حد الاندفاع لنجدته في حصاره ، هي الأيقونة السورية التي يحتفي بها المخرج

ومع انطلاق رحلة العروض الجماهيرية ، صرّح المخرج لمجلة أورنينا : الفيلم يشبهني ، فكرة وحلم ، و سعيد جداً بهذا الشبه ، كما أنّه يشبه الناس ، بسيط و مباشر ، وبعيد عن التكلف و الكذب ، مما يجعل نتائج عرضه مضمونة بالنسبة لي ، فالجمهور لن يخيب أملي
وعند سؤاله عن تطلعاته و مشاعره للعروض الجماهيرية القادمة يقول جمعة: أُحدثكم عن مشاعري للقاء الجمهور في باقي المحافظات المطالب بعرض الفيلم ، إنِّي مقيد بالبيروقراطية ، أتمنى الاعتذار من كل شخص ينتظرني ، والقول له أنني أيضاً أنتظرك ، عند رؤيتي كل هذه المحبة و الشغف لدى الجمهور ، أحزن و أتمنى لو أستطيع الإسراع في الوصول بالعروض إليه
أما عن انتاج الفيلم و تسويقه فيقول المخرج : أنتجت الفيلم بنفسي ، علماً أنني لست مليونير ، و لازلت حتى هذه اللحظة أدفع من مالي الخاص ، حاولت الحصول على راعٍ ، لكنني لم أُوفَق ، الجميع يتخوف من التجارب الجديدة، أما العروض فستتم ضمن صالات المؤسسة العامة للسينما التابعة لوزارة الثقافة ، و التي اتفقت معها على حصولها على نسبة من عائدات العروض المادية
وعن المشاركات الخارجية و المهرجانات ، يضيف جمعة : المشاركات مرتبطة بالتسويق ، و التسويق مكلف ، فأنت بحاجة إلى مسوِق محترف ، لضمان الحفاظ على قيمة فيلمك ، وأنا بانتظار تعويض بعض من أموالي المدفوعة في انتاج الفيلم ، لأستطيع تسويقه خارجياً بشكل لائق ، الفكرة قائمة ، و قد تكون قريبة ، أما في المرحلة الراهنة أنا سعيد بتفاعل الجمهور مع الفيلم ، بغض النظر عن العائد المادي 

ستكون مدينة حمص أولى محطات الفيلم لعروضه في المحافظات يوم 22 تموز يوليو الحالي و يستمر العرض لمدة ثلاثة أيام ، لينتقل بعدها إلى محافظتي اللاذقية و طرطوس، و عدة محافظات سورية لاحقاً

Lascia un commento

Il tuo indirizzo email non sarà pubblicato. I campi obbligatori sono contrassegnati *