مهرجان السينما السورية الأول في الدنمارك

ليالينا مهرجانات

يستكمل المخرج السوري مازن حاج قاسم التحضيرات لاطلاق الدورة الأولى لأول مهرجان سينمائي سوري في الدنمارك
المخرج الشاب من مواليد اللاذقية، والمقيم منذ طفولته في مدينة “أوغوس” الدنماركية ، يعلم جيداً رغبة واستعداد الشعب الدنماركي للتعرف على الثقافات الجديدة ، و اطلاعهم على حضارات و ثقافات المنطقة العربية ، و مع انداع الحرب السورية منذ حوالي ثمانية أعوام ، وجد المخرج انحصار نظرة الدنماركيين ببلده سوريا ، إلى نظرة غيبية قائمة على مفاهيم الحرب و الدمار و اللجوء و الإرهاب و النزاعات المسلحة ، بعد توافد أعداد هائلة من اللاجئين و النازحين السوريين إلى الدنمارك و باقي الدول الأوربية ، فتشكلت لديه رغبة بتعديل تلك النظرة و إعطاء صورة واقعية للحياة و الثقافة السورية قبيل و أثناء الحرب ، بعيداً عن مفردات و صور الموت و الدمار و المعارك

بدأت الفكرة منذ خمس سنوات ، و لأن السينما أبلغ من يروي الشعوب و يوصل أجزاء هذا العالم ، لجأ المخرج إلى فكرة إقامة مهرجان سينمائي سوري لأول مرة في الدنمارك ، فتوجه إلى إحدى الجمعيات الدنماركية التي تُعنى بالمشاريع الثقافية الجديدة لعرض فكرته ، فلاقى الترحيب و التشجيع ، و تمت الموافقة على إقامة المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة الدنماركية التي أبدت إعجابها بالمشروع السينمائي الهادف إلى تعريف الشعب الدنماركي بالثقافة السورية و إعطاءهم صورة واقعية عن الحياة في هذا البلد و عاداته و تقاليده ، بكل ما يحمله من تنوع و ثراء معرفي و اجتماعي ، و اطلاعهم على الأحوال و الظروف المعيشية الإيجابية و السلبية التي يواجهها الشعب السوري في بلاده
تم الاتفاق على تكليف المخرج بإدارة المهرجان ، على أن يُقام في مدينة ” أوغوس” عاصمة الثقافة الأوربية، لمدة أربعة أيام و ليالٍ و بمعدل عرض واحد في اليوم ، و بناءً على ذلك تم التواصل مع الجهات الإنتاجية و السينمائيين السوريين المتواجدين في سوريا ، و تم إرسال خمس و أربعين فيلماً سورياً من جهات مختلفة ، لتنتقل شرائط الأفلام إلى المرحلة التالية – مرحلة الانتقاء – ، حيث تم تشكيل لجنة سينمائية مختصة في مدينة ” أوغوس ” ، لتجد اللجنة أن ثلاثين فيلماً من الأفلام المرسلة تحاكي الحرب السورية بطريقة مباشرة ، و تروي الأحداث السورية بمشهدية سينمائية تتطرق إلى المعارك و الإرهاب و النزاعات المسلحة. فتم رفضها ، لعدم ملاءمتها لهدف المهرجان التثقيفي
و كانت النتيجة النهائية اختيار أربعة أفلام سينمائية سورية ، ثم تم تعديل القائمة بتبديل أحد الأفلام بفيلم ” الرابعة بتوقيت الفردوس ” نظراً لاعجاب المخرج بهِ ، فتمَّ الاستقرار على الأفلام السورية : محبس ، حرائق ، بلا قيد ، الرابعة بتوقيت الفردوس

توالت بعدها الرسائل و العروض من عدة بلديات في الدنمارك لاستضافة عروض المهرجان ضمن صالاتها ، فتم تعديل البرنامج ليشمل عشرة بلديات دنماركية و لمدة عشرين يوم ، سيتم خلالها انتقال العروض الأربعة ضمن برنامج محدد و بمشاركة نجوم تلك الأفلام و صناعها و شخصيات سينمائية و إعلامية عربية و دنماركية 
تنطلق عروض المهرجان من مدينة ” أوغوس ” يوم الثالث و العشرين و تستمر حتى يوم الثامن و العشرين من شهر آب القادم ، أما عروض العاصمة ” كوبنهاغن ” ستكون يومي الأول و الثاني من شهر أيلوم القادم ، كما ستشمل العروض عدة بلديات أخرى كبلدية أودنيسا و ألبورغ

و يرى المخرج و مدير المهرجان أن أربعة أفلام عدد كافٍ كانطلاقة أولى للمهرجان ، و يراهن على نوعية الأفلام المقررة و مستواها الفكري و البصري ، و الاختلاف في أفكارها و طرائق سردها ، آملاً بإيصال رسالته إلى الغرب عامةً و الشعب الدنماركي بشكل خاص ، في تقديم بلده بطريقة واقعية تستحضر خصائص و سمات الشعب السوري و تراكماته المعرفية و الفكرية في تعامله مع الحرب الحالية ، و يؤكد أن المهرجان لا يحمل أية أهداف أو خلفيات سياسية ، فهو مهرجان سوري يحتفي بالسينما السورية و يتوجه بها إلى الجمهور الدنماركي لإيصال الحقائق و الوقائع كما هي 

 

 

Lascia un commento

Il tuo indirizzo email non sarà pubblicato. I campi obbligatori sono contrassegnati *