سر المهلّب بن أبي صُفرة

دراما كواليس

 

عادت فكرة الاشتغال على الأعمال والشخصيات التاريخية في رمضان بعد غياب لنوع الأعمال هذا لابتعاد الجمهور عن المتابعة التاريخية بعد أن نجح مسلسل الزير سالم منذ حوالي عقدين وعادت التجربة للنجاح مع القعقاع بن عمرو التميمي. هذه العودة للشخصيات التاريخية تبرز مع مسلسل المهلب بن أبي صُفرة الذي يجسد البطولة فيه الممثل معتصم النهار، ومع نزول بوستر العمل الرسمي اكتشفنا عبارة “سيد الحكمة والشجاعة” فكان السؤال الذي مرّ ببال الجميع لماذا تاريخي ولماذا المهلب بن أبي صفرة، قليل من الجمهور يتذكر اسم هذه الشخصية سوى أنها مرت معه في كتب التاريخ أو سميت إحدى المدارس الابتدائية باسمه، لكن لربما يظن البعض أنه قائد تاريخي يشبه شخصية القعقاع بن عمرو التميمي التي مثلت وجسدها النجم سلوم حداد، لكن الحكاية على خلفية شخصية القعقاع كانت جريئة في طرح بعض إشكاليات مرحلة تأسيس الدولة الإسلامية المسكوت عنها، وهذه تحسب لهذا العمل إضافة إلى التقنيات التي استخدمها المخرج آنذاك وكانت مبهرة. وهذا ما دفعني إلى فكرة كنت أظن أن العمل قد ينحوها و(هذا ما آمل به مع أن البوستر الخاص بالعمل قلص هذا الأمل) فالمهلب عاش في مرحلة نشأة الدولة الأموية والصراعات التي خاضتها وما جاورها من تجاذبات، وببحث سريع عبر ويكيبيديا وليس بعمق التاريخ سنجد أن المهلب بن ابي صفرة برز للحياة القيادية إبان فتح خراسان في عهد يزيد بن معاوية ويذكر التاريخ أن للمهلب أسلوب في شراء أغراض الناس لأهل المدن المحاصرة بنصف قيمتها، ويعمد إلى الحيلة والخداع، ضاراً بسيف يزيد بن معاوية الخليفة الأموي غير محمود الصفات، ومطمئناً إلى رضا مدرّبه وصاحب الفضل عليه الحجاج بن يوسف الثقفي، رمز القمع الإسلامي والنكث بالعهود، والشاعر الخوارجي العنيد قطري بن الفجاءة يقول عنه (هو الثعلب المراوغ والبلاء المقيم) وهو الذي اتجه إلى محاباة عبد الله بن الزبير حين نادى لنفسه بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية، فسار المهلب معه ومن ثم انتقل للارتداد إلى غيره عودة منه إلى حضن الأمويين

لا نريد الدخول في خفايا شخصية المهلب التاريخية والنفسية، ولست من داعة تجميل التاريخ الإسلامي لا على العكس أنا من المطالبين بإخراج كل ما سُكت عنه لدى المهلب أوغيره، ليفهم العرب والعالم شيئاً من المبررات التاريخية لبعض مسالكهم وتاريخهم الذي يتكرر معهم اليوم من حيث لا يدرون، ولست ضد الكاتب ولا والمخرج لا بل أعتبر أن الممثل معتصم النهار من الفنانين الشباب الذين تشرع الأبواب أمام نجاحاتهم ومن حقه كممثل أن يختبر أدواته مع اي شخصية تطرح أمامه لكنن لابد أن أسأل هل النص المكتوب سيكون جريئاً في تعريف المهلب “مسخ/أعور بني أمية ” كما أسمته بعض كتب التاريخ وهل سيكون جريئاً في طرح سلوك الشخصيات؟ بوستر سيد الحكمة والشجاعة والمال الخليجي المدفوع في العمل يشككني أن التوجه لهذا العمل سيكون ضمن لائحة الصراع الخليجي الإيراني، وكأن دول الخليج تبحث عن أي فاتح لبلاد الفرس، فوقع اختيارها على المهلب فاتح بلاد الترك والفرس، فضربوا دولتين بمسلسل

Lascia un commento

Il tuo indirizzo email non sarà pubblicato. I campi obbligatori sono contrassegnati *