أهل الغرام رومانسيّة لغتها العيون

آراء

 العشق لغة ترجمتها الدراما السّوريّة من خلال الكثير من الأعمال الّتي قام أهم نجوم سورية بتقديمها للجمهور الّذي تسمّر أمام شاشة التلفاز ليرى ماذا سيحدث في قصة شَعَرَ للحظة أنه بطلها، أو شعرت للحظة بأن قصتها تشبه قصة تلك الفتاة التي تقابلها على الشّاشة سيرة الحب، هيك تجوزنا، أسأل روحك، مدرسة الحب ، ومؤخراً شبابيك، لكن تبقى سلسلة أهل الغرام لها خصوصيّتها في وجدان المشاهد ولا سيما الجزأين الأول والثّاني
في عام 2005 قام المخرج والكاتب زهير قنوع والكاتبة لبنى حداد بكتابة حلقات الجزء الأول بسياق درامي مشوّق ومنوّع قام بتمثيلها أهم نجوم الدراما فكان كل من: جمال سليمان، بسام كوسا، نضال سيجري، سلافة معمار، ديمة قندلفت، نادين سلامة، قصي خولي، باسم ياخور، باسل خياط، رامي حنا، نسرين طافش، قمر خلف، عبد المنعم عمايري، مكسيم خليل،لورا أبو أسعد كندة حنا وغيرهم، ليقوم المخرج اللّيث حجو بالإخراج بشكل استثنائي جعل المشاهد في قلب الحدث وكأنما يعرف هؤلاء الأبطال جيّداً
نجح الجزء الأول وسرعان ما تم انتاج الجزء الثاني بعد سنتين تقريبا، حلقات جديدة وحكايات جديدة لا تشبه الّتي سبقتها كتبها العديد من الكتّاب، فضمّت العديد من نجوم الجزء الأول بالإضافة إلى نجوم جدد مثل: عابد فهد، نادين تحسين بك، سامر المصري، ميسون أبو أسعد، جهاد سعد، عبير شمس الدين، أماني الحكيم، نسرين الحكيم، صفاء سلطان، شادي مقرش، جمال سلوم، ريم علي
كما نرى أسماء أهم النجوم في الدراما مع أهم الكتاب ومخرج مهم اجتمعوا ليرسموا لوحة رومانسية لوّنها الفنان طاهر مامللي بموسيقاه التي تعد من أهم شارات الدراما والموسيقى التصويرية لتقوم نورا رحّال بغناء كلمات الشاعر عمر بن أبي ربيعة
أُعلن عن تصوير الجزء الثالث من هذه السلسلة مع بداية العام 2016 الأمر الّذي أثار اهتمام المشاهدين ليتقابلوا مرة أخرى مع العمل الّذي شكّل جزء كبير من ذكرياتهم ما قبل الحرب علّه يكون رحلة مؤقتة تعود بهم إلى أيام الهناء، فحان توقيت العرض الأول على قناة مدفوعة ليجعل صفحات التواصل الاجتماعي تتسابق لنشر الحلقات لتحصد أكبر قدر من التفاعل علماً أن نظام الخماسيّات في العرض لم يكن بالفكرة المرحّب بها والقصص المكتوبة لم تكن كما المتوقّع خصوصاً وأنها اعتمدت على ثلاثة من أهم مخرجين الدراما الليث حجو، حاتم علي، والمثنى الصبح مما جعل التنوع في إخراج العمل يبتعد عن الهويّة الإخراجية الواحدة، ومع كل هذا يكفي بأن يظهر اسم “أهل الغرام” في شارة البداية لنعلم أن خلايا الدماغ بدأت تنبّش في أرشيف الذاكرة
ما الّذي افتقدناه في رومانسيّة الدراما؟ بمجرد ما نسأل أنفسنا عن الذي اشتقنا إليه في القصص الرومانسيّة في درامانا تتبادر إلى أذهاننا عدة معايير لعلّ العفويّة هي أهم ما فيها، بعفويّة تامّة وردّات فعل جمعت البساطة والعمق معاً استطاع أبطال أهل الغرام بتوصيل أحاسيس العشّاق، فنظرة من عيون ديمة قندلفت لقصي خولي في حلقة “يا مريم البكر” أو عناق لطيف، أو لمسة يد كفيلة بشرح كل شيء، وتشتّت ملامح نادين تحسين بك كلّما صادفت مكسيم خليل في حلقة “رجعت الشتوية” باستطاعته كشف أمرها أمام المشاهد بأنها وقعت في حبّه علماً أن أحداث الحلقة اقتضت أن لا تجمعهم مشاهد كثيرة. أما عن الآن فقد أصبح السرير هو السبيل الوحيد لإقناع المشاهد بأن علاقة هذا الثنائي وطيدة ورومانسية لا يمكن أن يزعزها شيء كما حدث في ثنائية “مجد وشوق” في مسلسل شوق 2017. هذا غير صورة العاشق المثالي والعاشقة المتكاملة، من حيث الشكل والمضمون، فعاشق وسيم مفتول العضلات يرتدي أهم الماركات، وعاشقة تتبع آخر صيحات الموضة، بالإضافة إلى بيت كبير، وسيارة أحدث موديل استقرّت بالقرب منه وكأن العشق بات مقتصراً على طبقة معينة فقط، أو أن الدراما التركيّة استطاعت أن تشدّ الكاتب والمخرج السوري إلى طرفها
أهل الغرام.. سيطرة العشق، ودفء اللمسة، بلغة حروفها الأعين

Lascia un commento

Il tuo indirizzo email non sarà pubblicato. I campi obbligatori sono contrassegnati *