الكوميديا فنّ راقي من أصعب الفنون على الإطلاق، له أسس وقواعد خاصة وأسلوب مرِن لإيصال فكرة أو رسالة للمُتلقي من خلال الفكاهة الهادفة، فهي ضحك وجد، فكاهة ونقد، استمتاع وتفكير والكثير من التناقضات معاً لتكوين اسلوب آخر أكثر سلاسة وجاذبية لمخاطبة الناس يبدأ بالضحك وقد ينتهي بالتراجيديا أحياناً. في الكوميديا نضحك على حماقة بعض البشر وسلبياتهم ولكن تدفعنا المفارقات للتفكير ونعلم أننا قد نكون أحياناً ضمن هؤلاء السلبيين
وفي زمن أصبح إضحاك الناس أمر صعب استطاعت الأعمال السورية في السنوات الماضية تقديم كوميديا مُستوحاة من صلب الجرح كمسلسل ضبو الشناتي لممدوح حمادة والليث حجو ) والكثير من البساطة والعفوية في مسلسل ضيعة ضايعة كما توغّلت الدراما في همّوم السوريين في أعمال تركت بصمتها في ذاكرة ووجدان المشاهد كسلسلة مرايا للمبدع ياسر العظمة والكثير من لوحات بقعة ضوء إضافة إلى العديد من الأعمال
الأمر الذي جعل المسلسلات الكوميدية لهذا الموسم الضربة التي حطّمت الجميع وبدا الإخفاق واضحاً في أولى حلقات العرض. أعمال خارجة عن كل أصول هذا الفن الراقي وواقعة في فخ التهريج المُبتذل، فبعض الأعمال والمنتجين استندوا إلى اسم الممثل فقط على اعتبار أنه جاذب لأن أعماله السابقة ناجحة
أتت بعض الأعمال بنص ضعيف، رغم أنه يعد عامل أساسي ومهم في نجاح العمل سواء كان فيلم أم مسلسل تلفزيوني مثله في ذلك مثل كاريزما الممثل الكوميدي وقدرته علىالإضحاك، وما يحدث هذا الموسم يظهر الاستعجال في النصوص ما يجعلها مكتوبة بصورة هزلية غير مضحكة والأهم مختلفة الإيقاع بلا أي رابط يجمع العمل ببعضه البعض
الاستسهال الشديد في الحبكات المعادة مع غياب كوميديا الموقف كشف عن قصر نظر بعض
شركات الانتاج ورداءة بعض المنتسبين إلى الكوميديا وشحّ أفكارهم رغم تكاليف انتاج وتنفيذ أعمال تلفزيونية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمساحة المتاحة اليوم بفضل التكنولوجيا للمشاهد لمتابعة أعمال ودراما من كل أنحاء العالم والتي تجعل ذوق المشاهد اكثر تطلباً وتشدداً أما من ليس لديه خيارات أخرى فما عليه سوى انتظار حلقات النهاية ونحن معه عسى أن يكون هذا الموسم مجرد كبوة