مومنت: عمل مسرحي بطاقات شبابية

خاص فنون مسرح

أسرة التحرير

لم تستطع الأعطال (الحفر) الموجودة في خشبة المسرح القومي في مدينة اللاذقية أن تقف في وجه اولئك الشباب الحالمين في تحقيق حلمهم في إقامة عرضٍ مسرحي من النادر أن تشهد مدينة اللاذقية مثيلاً له كلّ سنة 

مسرحية مومنت من تأليف رغداء شعراني وإخراج هاشم غزال وتمثيل كل من مصطفى جانودي، حسن صقر، كمال فضة، راما قرحلي، عمار حسن، محمد إبراهيم، قيس زريقة، وفاء غزال، نور الصباح غزال، غربة مريشة، جعفر درويش وتعرض قصة مجموعة من الشباب والشابات يعيشون في منزلٍ واحدٍ ولكل واحدٍ منهم قصته الخاصة، يبدأ العرض عند شخصية بحر والذي يقرر البدء بكتابة فيلم قبل موته، فقد كان يعتقد انه سيموت بناءً على حلمٍ شاهده فهو على إيمانٍ مطلقٍ بأن احلامه دائماً قابلة للتحقق

ويروي لنا بحر قصةً مختصرةً تلخص حياة كل واحدٍ من اصدقاءه، فمنهم عالمُ الرياضيات الخجول الذي يؤجل فكرة الاعتراف بحبه لليلى حتى ينهي نظريته، وبعد أن ينهيها يعود للمنزل حزيناً فلم يسعفه خبر تسجيل نظريته في الوقت الذي تزوجت فيه محبوبته، بالانتقال إلى هاجر التي تحب ممثلاً مشهوراً وتعاني بسبب شهرته بالإضافة إلى معاناتها مع المخدرات التي تركتها ثم عادت لها، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات التي كان منها من هو زيرُ نساء، ومنها الشخصية الخجولة التي لا تعرف كيفية التعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى شخصية الأنثى التي تتعرض الخيانة وتتلقها برحابة صدر، إضافة لشخصية ماتيلدا حبيبة بحر والتي تقرر السفر دون ان تستشيره، حيثُ تاتي النهاية صامدة، فالحلم الذي بنا بحر على اساسه حياته اللاحقة تحقق بجميع تفاصيله إلا ان بحر في النهاية لم يمت 

كل تلك الشخصيات بما تقوم به من احداث أتت في إطار غنائي راقص، فقد تعددت الأغاني في هذا العرض بالإضافة إلى الرقصات، فكان عرضي مسرحي راقص لامس الجمهور بطريقة رائعة، ولا يخفى لأحد من المشاهدين الدور الكبير الذي لعبته الإضاءة في هذا العمل، لم يأتي استخدام الإضاءة التي نفذها غزوان إبراهيم كتحصيل حاصل في العمل، بل كانت جزءاً لا ينفصل عنه، حيث نقلت لنا شعور الإضاءة الصباحية في بعض الأحيان، وجعلتنا نتابع العمل من خلال ظلال الممثلين في البعض الآخر، اما عن الديكور والذي كان من تصميم هاشم غزال وتنفيذ مالك يوسف، سلمان سلمان، وأحمد بسمة، فقد جاء بطريقة مبتكرة وجميلة مناسب جداً لجو العرض، فكان عبارة عن منزل شامي قديم مصمم بطريقة ذكية ساهمت في سير العمل بطريقة سلسلة وجيدة 

جاءت مسرحية مومنت بفضل الجهود التي بذلت لإنجاحها كعرض مبشر بالطاقات الشابة وبمستقبل المسرح رغم كل الظروف