هو شريك التاريخ، ورجل الشاشة، وصديق المسرح: يوسف المقبل الذي أنطق الخشبة الصامتة مؤخراً في المسرحية التي لعب دور البطولة فيها إلى جانب ميريانا معلولة (تصحيح ألوان) تأليف سامر إسماعيل، وحاز عنها على جائزة أفضل دور في الدورة 20 لأيام قرضاج المسرحية. لم يتشابه أداء المقبل يوماً مع أحد فلطالما كان متفرداً في أدائه، حيث يطلق الحرية لتعابير وجهه وحركات جسمه لتحاكي متطلبات الشخصية، ليخرج إلينا بشخصيات واقعية أبعد ما تكون عن كونها مجرد آلة ناطقة
وبعد مشاركته في عدة أفلام لهذا العام والأعوام الماضية كان لأورنينا معه حواراً خاصاً عن السينما السورية بشكل عام وأدواره على الشاشة الكبيرة بشكل خاص، وعن واقع السينما السورية في الفترة الأخير يقول المقبل: بعد توقف القطاع الخاص عن إنتاج افلام سينمائية في نهايةالسبعينات وحصر الإنتاج بمؤسسة السينما تحولت السينما السورية في أغلب انتاجاتها إلى سينما مهرجانات، أي سينما نخبوية إلا من بعض الاستثناءات ومنها افلام عبد اللطيف عبدالحميد وأفلام جود سعيد إلى حد ما … وفي فترة الحرب أفلام باسل الخطيب ونجدة أنزور، بعض هذه الأفلام حقق المعادلة الصعبة بين إرضاء النخب الثقافية وتحقيق الجماهيرية وأعتقد أنه إذا عاد القطاع الخاص للإنتاجات السينمائية ستزدهر السينما السورية عندها يمكن ان نقول لدينا “سينما سورية” أما الآن فهناك تجارب سينمائية سورية
وعن مشاركته في فيلم الإفطار الأخير لمخرجه عبد اللطيف عبد الحميد، يحدثنا يوسف عن أحداث الفيلم ودوره فيه حيث: يتناول مفرزات الحرب على سورية ولكن بأسلوب مختلف، الفيلم ينتمي إلى طبيعة توجه عبد الحميد وسخريته وتهكمه من النماذج البشرية في افلامه وأنا أقوم بدور أبو فتحي صاحب مكتب عقاري وله حكاية خاصة مع سامي الخياط جاره، والذي يؤديه الفنان عبد المنعم عمايري
أما في فيلم نجمة صبح لمخرجه جود سعيد التي يعتبرها تجربة متميزة فيقوم يوسف: بدور أبو منصور معلم المدرسة المتقاعد والذي يأتيه خبر استشهاد ابنه منصور مساعد المهندس في سد الفرات وعندما يعلم أن لا جثة لولده في التابوت لا يقتنع بموته وطالماأن لا جثة هذا يعني أنه حي وسيعود
وعن المخرج الذي يفضل التعامل معه يؤكد يوسف أن: لكل مخرج أسلوبه في إنجاز منتجه الإبداعي وأنا كممثل أستطيعالتأقلم مع أسلوب كل مخرج … وشاركت مع أكثر من مخرج: نجدة أنزور، باسل الخطيب، جود سعيد، عبداللطيف عبدالحميد، ومحمد ملص
يوسف المقبل والذي يراه البعض رجل مسرح لروعة أدائه على الخشبة في الوقت الذي يراه البعض الآخر رجل سينما أيضاً لما قدمه في الأفلام التي شارك فيها يكشف لنا أن المسرح هو أكثر الأماكن التي يفضل أن يطلق العنان لفنه ضمن فضائها: هو المكان الذي أستطيع فيه أن أكون شريكاً حقيقاً في أي منجز إبداعي وهو المختبر الحقيقي لاختبار قدرات الممثل … والسينماأيضا تدخل في منجز الممثل مع اختلاف وسائل التعبير والأدوات بالنسبة للممثل …. عموما السينما أكثر قرباً من المسرح في التاريخ لعمل الممثل
بصراحة وثقة حدثنا يوسف عن المشكلات والعثرات التي واجهها خلال مسيرته الفنية في مختلف المجالات وأكبر تلك: المشكلات التي يعاني منها الوسط الفني في بلدنا وقبل فترةالحرب هي “الشللية“ بمعناها السلبي فليس عيباً أن يرتاح مخرج ما لمجموعة من الممثلين ويعتمد عليهم دائماً … وهذا برأيي كان إحدى سلبيات العمل الفني وخاصة في التلفزيون أما في فترة الحرب فهناك كارثة في الوسط الفني حيث دخل إليه من هب ودب وفي كل مفاصلالعمل الفني من ممثلين وفنيين ومخرجين وليس هناك من حام لمنتجناالفني لا وزارة إعلام ولا وزارة ثقافة أو نقابة فنانين … ففي ظل هذهالفوضى اضطر الفنان الحقيقي إلى الابتعاد وفرغت الساحة لأشباهالمواهب
وفي ختام حديثنا كشف لنا الفنان يوسف المقبل عن مشاريعه الحالية حيث سيشارك في عرض لمسرحية تصحيح ألوان في مهرجان مشكال على خشبة مسرح المدينة في بيروت إضافة الى عروض قادمة في مدينة حلب وعمان وبغداد