من هنا كانت أول نوتة موسيقية في التاريخ، من مملكة «أوغاريت» على الساحل السوري وقبل ألاف السنين نُظِّمَ أول لحن في العالم، وهناك على أرض مملكة «ماري» غنّت ورقصت «أورنينا» في معبد عشتار قبل أكثر من 3500 عام تراتيل وصلوات للآلهة كي تحرس هذي الأرض وتديم نعمها
من سوريا كانت المحبة والسلام، كان الفرح والحفلات والضحكات تضيء لياليها، على مسارحها وقف أكبر الفنانين العرب والأجانب: أم كلثوم، فيروز، وديع الصافي، خوليو غليسياس… وغيرهم، ورغم كل ما مرّت بِهِ من ويلات وحروب وكوارث؛ كانت وستبقى تعشق الحياة وتعطيها السعادة والجمال، وما الحرب الأخيرة التي عصفت بالبلاد لأكثر من 8 سنوات سوى مرحلة ستنتهي بكل مآسيها لتعود البلاد كما كانت وطناً للفنون وعنواناً للإبداع
لاشك أن الحرب أثرت سلباً على كافة الأنشطة الاجتماعية ومنها الفنية الجماهيرية من حفلات وأنشطة ومهرجانات، مما أدى إلى قلتها ومحدوديتها الجغرافية تبعاً للأوضاع الأمنية الصعبة، واليوم وبعد أن بدأت البلاد بالتعافي؛ تعود تلك الأنشطة بِقوة، ويعود معها من غاب عنها من فناني البلاد والضيوف العرب، ونترقب اليوم عودة عدد من نجمات لبنان الشقيق للغناء في سوريا، هم حفيدات أورنينا وإلى جدتهم الأولى يعودون ليغنوا لِسوريا وشعبها الذي لطالما احتضنهم وأولاهم الحبّ والاهتمام
لعل العودة الأكثر ترقباً؛ هي عودة النجمة الكبيرة «نجوى كرم»، شمس الأغنية التي أشرقت من سوريا للعالم العربي، ولطالما أعلنت وفي غير مناسبة عن امتنانها لِسوريا وشعبها في احتضانها لها منذ بداياتها الفنية، وتعريف الجمهور العربي بِها من مسرح مهرجان المحبة العريق في اللاذقية منذ أكثر من 20 عام مضى، مع رصيد كبير من الحفلات العامة والخاصة في المدن السوريّة وأهمها حفلات معرض دمشق الدولي، ورغم انقطاعها عن الحفلات في سوريا طوال الأعوام السابقة؛ إلّا أنّ الفنانة لم تنقطع عن جمهورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونشرت عدة مرات صور ومقاطع مصورة لحفلاتها السابقة هنا، فضلاً عن دعواتها المتكررة بالسلام للبلاد وأمنيات بِعودتها للغناء على أرضها، وهو ما سيكون في الأيام المقبلة، حيث أعلنت عن تعاقدها على عدة حفلات في العاصمة دمشق في شهر يوليو القادم، وستقوم بنشر تفاصيلها مع اقتراب موعدها المقرر، لتعود شمس الأغنية لتشرق من دمشق وتغني لها «ع دروب الشام»، وهي التي تتمتع بمكانة خاصة لدى السوريين والتي غنت لهم عدة أغاني وطنية من أجمل ما تقدم، ومن المتوقع أن تلاقي حفلاتها حضوراً جماهيرياً كبيراً تبعاً لشعبيتها ومحبة الجمهور السوري الكبيرة لها
لكن النجمة الذهبية «نوال الزغبي» ستسبق كرم إلى دمشق، فقد أعلنت عن عودتها بحفل فني في العاصمة أواخر شهر يونيو الحالي، ولم يتم الكشف عن تفاصيله حتى الآن
أما النجمة «كارول سماحة» فتعود إلى سوريا لتقف على مسرح مهرجان «قلعة دمشق» المقرر شهر يوليو القادم، لتحيي حفلاً جماهيرياً تلتقي به مع جمهورها السوري بعد طول انقطاع
بعيداً عن العاصمة، وفي مدينة اللاذقية الساحلية، تعود النجمة «سيرين عبد النور» لتحيي حفلاً فنياً في يوليو القادم، هي عودة للغناء، لكن النجمة سبق وأقامت في دمشق فترة من الزمن أثناء تصوير مشاهد دور البطولة في مسلسل «قناديل العشاق» للمخرج «سيف الدين سبيعي» والذي لاقى نجاحاً كبيراً لدى عرضه، مما أضاف لجماهريتها السوريّة وأكسبها محبة ومتابعة أوسع لأعمالها سواء في الغناء أوالتمثيل
ومع تعافي البلاد وتحسن أحوالها، من المتوقع عودة العديد من الفنانين العرب للعمل في سوريا، لاسيما أن العديد منهم أعلنوا عن رغبتهم ملاقاة جمهورهم السوري مع تحسن أوضاع البلاد، ومنهم: لطيفة، هاني شاكر، سميرة سعيد.. وغيرهم من ألمع نجوم الغناء العربي