لينا شاماميان تعترف: يا خي أنا سوريّة

اصدارات خاص موسيقى

 

من أعجب مفارقات الحياة؛ أن يتولد الإبداع من بعد المعاناة والألم، ومن أشد نتاجاتها غرابةً؛ تلك التي تأتي إثر الحروب الكبيرة، ومع هول ومأساوية الحرب السورية؛ إلّا أنها حرضت وأثارت مبدعي هذا الشعب ليقدموا إبداعات فنية أثرت في الوجدان وأسرت القلوب

هي أعمالٌ فنية صُنعت بإحساسٍ وجدية لتعبر عن انعكاسات الحرب على الإنسان السوري مقدمةً قضايا ومشاعر إنسانية أو حكايا ومواقف حصلت طول الأعوام الماضية، ومن أحدث تلك الأعمال؛ الأغنية التي أطلقتها الفنانة لينا شاماميان بِعنوان «يا خي أنا سوريّة»، من كلماتها وألحانها، وتوزيع سامي بن سعيد، فكرة وانتاج ماهر صبرا

جاءت الأغنية عن قصة حقيقية حصلت مع الفنانة في مطار «أورلي» صيف 2018، أثناء سفرها من باريس لإحياء جولة حفلات لها في تونس، حيث تمّ إيقافها ومنعها من السفر بحجة أنها «سوريّة». هذا الموقف ترك أثره المؤلم في الفنانة، ومع علمها بتعرض السوريين للكثير من المواقف المشابهة حول العالم من منع وتعقيد إجراءات السفر، فضلاً عن الألم والمعاناة الحاصلة؛ كان منها أن قررت إطلاق صرخة احتجاج على طريقتها الخاصة، فِكتبت الكلمات باللهجة التونسية ولحنتها وغنت بِصوتها العذب هذه الأغنية لتسجل موقفها الخاص من الموضوع، وتقول في مطلع الأغنية

وأنا جايي غادي لِتونس صار يغزرلي شوي

نزلني من الطيارة خاطر قال في شي، خطير كبير خوفني من حالي علي

تغشش تنرفز اتقلق اتنقرز، قلي ما فيي سافر خاطر إنّي سوريّة
يا خي أنا أنا سوريّة

يزّي علينا شوي، سلاحي ضحكة وغنية يزّي علينا شوي

أنا جايي غني الدلعونا مالوف ودبكة وميجانا، علاش تجرح في بلدي؟

الفزّاني بيعشق في البلدي، الحرب هي اختارتلي

أنا ما اخترتا بٍشي يا خي يزّي علينا شوي 

سبق أن قدمت شاماميان الأغنية على عدة مسارح في العديد من الحفلات التي أحيتها أثناء جولتها الفنية الأخيرة في أوربا والشرق الأوسط، ومع تأثر الجمهور بها وملامسة كلماتها لقلوبهم؛ قررت الفنانة تسجيلها وتصوير فديو كليب خاص بها من إخراج «سعد القادري»، وهي المرة الأولى التي تظهر بها في أغنية مصورة بعد أربع ألبومات غنائية قدمتها منذ انطلاقتها، وتمّ إصدار الأغنية في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية «بيروت» بحضور عدة وسائل إعلامية، وقد لاقت منذ إطلاقها على قناتها الخاصة على اليوتيوب تفاعلاً كبيراً وأثارت جدلاً واسعاً نظراً لتميز الفكرة وأهميتها

لم تكتفي شاماميان بالأغنية، بل أطلقت هاشتاغ #ياخي_أنا_سوريّة، وطالبت جمهورها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماع بإرسال القصص المشابهة التي حدثت معهم أثناء سفرهم أو في حياتهم بشكل عام

وتعد الفنانة لينا شاماميان من ألمع الأصوات الغنائية السورية التي تألقت بعذوبة صوتها ورقي أعمالها، ولاقت جمهوراً واسعاً في سوريا والمنطقة العربية والمهجر، فقدمت عشرات الحفلات الغنائية على أهم المسارح المحلية والعالمية، وفي رصيدها حتى الآن أربع ألبومات غنائية تنوعت بها بين الأغاني العاطفية والوطنية والتراثية