بيت النهرين لمايا منيّر بين البحث والتوثيق

حوارات
تتغير العصور و تختلف الأجناس ، وتبقى المُتون مبهمة وعلاج رِتاج حِقبها وسوسيولوجيا أفرادها ؛ عصية على الإدراك المطلق. هنا بين النهرين أرض اللاهوت ومدفن الأسرار ، دلمون السرمدية ، سوراقيا النور الموحد لتجربة الإنسان الروحية أيّمَا أيقن تجليه
من المؤكد أنَّ استقراء أركيولوجيا هذي المنطقة ، والخوض في تجريبية وحقلية مجتمعاتها وماهية المحركات الرئيسية والمصدرية لأفرادها ؛ أمر شاق جداً ، ويتطلب رحلة بحثية فوق مجامير ذاكرة أنثروبولوجيا وحيوية الإنسان ، وتحليل صفاته العرضية وقوانينه الوضعية ضمن سردية أساطيره وفلسفته الموغلة ؛ بحثاً عن لبنته الأساسية ، وما السينما إلٌا انعكاس نوراني للخلق ؛ تطرح التساؤلات وتنبثق باحتمالات وتأويلات علّها تشعل شغف المعرفة وتكسر التلقين والاستكانة
هي مغامرة سينمائية خاضتها المخرجة السورية مايا منيّر (1980) وثقت بها جزء من كُليّة المنطقة عبر قضية إنسانية فلسفية بحثاً عن ضالتها المعرفية وإرضاءً لطموحها الفنّي
المخرجة من مواليد دمشق ، حائزة على إجازة في الدراسات المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 2003 ، وشهادة في الإخراج السينمائي من المعهد العالي للسينما الفرنسية بباريس عام 2007 ، وماستر بالسينما من جامعة السوربون بانتيون ـ باريس الأولى ـ باريس 2010 عملت كمخرجة مساعدة لمجموعة من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، كما عملت كمصورة ومخرجة ومنتجة منفذة لمجموعة من الأفلام السينمائية الوثائقية ، والفيديو آرت ، مثل الفيلمين الوثائقيين “المهاجران” و”صندوق الذاكرة” ، في عام 2013 قامت بإنشاء مؤسسة سينمايا للإنتاج الفني السينمائي والتلفزيوني
صنعت منيّر فيلمها الوثائقي الطويل الأول “بيت النهرين” (2018 ، 76 د) ، انتاج مستقل لمؤسسة (سينمايا) بدعم تمويل من مؤسسة اتجاهات -ثقافة مستقلة- ، الوثائقي الذي تناولت بهِ المنطقة في المرحلة الحالية وأحد عناصرها الديموغرافية (طائفة الصابئة المندائية) المهددة بالانقراض عبر بحث سيكولوجي واجتماعي يوثق حكاية (سلام الزهيري) رجل الدين والفنان ، وصراع الانتماء والفن وسط أتون حروب وهجرات المنطقة المتلاحقة. للحديث عن الفيلم والسينما المستقلة كان لأورنينا حوار حصري مع المخرجة
عن انتقاء الفكرة وتفاصيل الفيلم الذي تبحر بهِ في أغمار طائفة غير معروفة نسبياً ؛ طائفة تنتمي لمنطقة غنية بتنوعها الفكري والاجتماعي، تقول منيّر : على الرغم من الغنى الديموغرافي، الإثني، القومي، والثقافي لمنطقة سوريا الطبيعية وأرض الرافدين، قد نتفاجئ أحياناً بِاكتشافنا لإحدى هذه المكونات العريقة بعد أن تكون قد اندثرت تماماً، أو قيد الإندثار، وهذا كان أحد الدوافع لصناعة الفيلم، لكن الفيلم فعلياً انطلق من فكرة التأثير والأثر، وينطلق من تجربة سلام الزهيري كرجل دين ونحات ، يعيش تجربة الحرب والهجرة (الثانية) في حياته والصراع الداخلي الذي يعيشه، وصولاً إلى اتخاذه قرار، والبدء من جديد. فالفيلم إذن لا ينتمي إلى نوع الفيلم الوثائقي التقريري، بمعنى أن فيلم تعريفي عن الصابئة المندائية سوف يستغرق أجزاءاً عديدة وساعات طويلة، بالإمكان الاستعاضة عنها معرفياً ببحث بسيط على غوغل. ولكن من خلال تجربة عائلة الزهيري نكتشف مجموعة جوانب خاصة بالمندائية، قد تُعطي للمشاهد فضول متابعة الاكتشاف والبحث أكثر بنفسه. والجانب الثاني هو تجربة الحرب الثانية، واللجوء في بلد يهرب معظم سكانه منه، كانت مفاجأة سارّة اكتشاف وجود لاجئين في سوريا في زمن ذروة الحرب السورية
عند التطرق فنياً لمنطقة ثرية بإرثها و حضارتها ، والولوج سينمائياً بمعطيات ومفاهيم مجتمعية تعارك صراعات داخية و خارجية ؛ فإنٍ الحرية والمسؤولية عاملان قد يحدان لغة السينمائي ، عن تعاملها مع الأمر تقول : فيما يتعلق بجانب الحرية، فإن الزاوية التي تناولت منها الفيلم لم تّدخلني في منطقة الأبواب المغلقة والمحرّمة. أما فيما يتعلق بالمسؤولية ، فكما تتشابه سوريا والعراق بإرثهما الحضاري الموغل في القدم، فإنهما تتشابهان أيضاً بإرث الحروب فيهما. فمنذ بدء التاريخ المكتوب، ماكينة الحرب لم تتوقف فيهما، ومع التعتيم التاريخي المحلي ـ وخصوصاً التاريخ الذي يتم تدريسه في المدارس ـ والذي يتجاهل الحقبة الحضارية الكبرى من تاريخ المنطقة والتي يُقدر عمرها بما يُقارب الستة آلاف سنة، ويختصرها ببضعة صفحات في كتاب التاريخ للصف الخامس الابتدائي، بينما يُفرد منهاجاً تاريخياً لبقية سنوات الدراسة يختصر تاريخ سوريا بفترات تاريخية معينة ولاحقة (هذا ما درسه جيلنا). ومع تغيّر الزمن والإنفتاح أكثر بإتجاه القيم الإنسانية، نجد أن مفاهيماً كاملة قد تغيرت وأصبح من الواجب تحديثها، فبعض ما كان في الماضي يُعتبر بطولات وانتصارات، يصنّف اليوم قانونياً كجرائم، وهذا بحد ذاته يخلق مسؤولية للسينمائي في الصراع مع نصوص تاريخية متحجرة ومفاهيم مغلوطة قد تكون أصبحت أعرافاً سارية، وذلك لنقل رسالة تُسهم في دعم القضايا الإنسانية، والتحول نحو مجتمع مُنفتح على ثقافاته المتعددة
يحمل الفيلم صراع الدين والفن في شخصيته الرئيسية المنتمية لطائفة مهاجرة، فعل استطاع توثيق هذا الصراع وإسقاطه على الواقع والذهاب لمناطق فكرية كاف ومرضية ، تقول منيّر: صراع سلام الزهيري الذاتي هو الخط الرئيسي في الفيلم، حيث يبدأ الفيلم مع سلام الذي يخبرنا أنه أصبح رجل نتيجة شعوره بالألم لفقدان وطنه وهويته كعراقي مندائي، نكتشف فيما بعد أن هذا الشيخ الملتحي قد درس النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد، ويقول رأيه باقتضاب حول الموضوع، الفن مو حرام ولكن الابتعاد عنه ضروري! في مشهد لاحق نراه يداعب الطين، ويقول أنه يخشى أن ينسى كيفية العمل به! نورا ابنته الكبرى، ذات ال 16 ربيعاً والتي تحمل ثقافة ووعياً يفوق أقرانها بدرجة كبيرة، تلحظ هذا التردد لدى والدها، فتدخل معه في جدل فلسفي حول الصراع بين الدين والفن، يكون مفتاح في عودته لتحقيق رغبته الكامنة بالعودة للنحت دون التخلي عن هويته كرجل دين، مما يضعه في حالة اضطراب أكبر بعد عودة البدء مجدداً بالنحت، ولكن حواراً أخر مع النحات السوري فادي يازجي الذي يزوره ليساعده في تطوير مهاراته النحتية، والذي يدور حول الأثر في العمل الفني، والأثر في العمل الديني، يجعله أقرب للقبول بهويته الفريدة كنحات ورجل دين في آن واحد، وهذا ما يؤكده هو بنفسه في نهاية الفيلم، متصالحاً مع ذاته بقناعة تامة. وبالتأكيد صراع شخصيتي سلام يتشابهان مع البنية المجتمعية الحالية وصراعاتها في البلدان الشرق أوسطية التي التهمتها الحروب، بأمل الوصول لحالة قبول بالنفس وبالآخر دون إلغاء الآخر أو التماهي به
التطرق للحرب السورية من زاوية جديدة ومفاجئة ؛ حالة سينمائية ملفتة ، فهل كان من الأفضل تقديم الفكرة ضمن فيلم روائي أو ديكودراما ، أم راضية عنه كوثائقي بمستوياته الإخراجية الثلاث ، تقول المخرجة : كنت أرغب بعمل فيلم ينتمى للسينما التسجيلية لما فيها من مصداقية وشفافية في التطرق لهذا الموضوع، ولكن ما كُنت أتمناه هو ظرف تصوير أفضل يعطينا مساحات أكبر للحركة، فظرف التصوير كان خانقاً، فبسبب الحرب وسقوط القذائف المستمر على منطقة جرمانا، كنا مضطرين للتصوير داخل شقة الشخصيات، وبدون كهرباء معظم الوقت، مما جعل هامش خلق صورة بلغة سينمائية محدوداً جداً، لذلك جاء الحل الإخراجي، بتطبيق تقنية الستوب موشن للتعبير عما لم يمكن تصويره
الفيلم الوثائقي بصدقه وموضوعيته ، ما مدى تفوقه وانتشاره ؟ وعن عروض الفيلم ومشاركاته في المهرجانات وتسويقه ، وعرضه في سوريا ، قالت : بالنسبة لجهات العرض المُحايدة يجد مكاناً فيها، لكن بالمقابل قد يكون الموضوع نقمة وليس نعمة من حيث الانتشار، وعلى الرغم من أن حكاية عائلة الزهيري هي نموذج يمّس شريحة بشرية كبيرة ، فإن البعض يراه موضوع شديد الخصوصية قد لا يعني الهم العام. أما عن عروض الفيلم فقد تم تنظيم عرض خاص للفيلم ضمن تظاهرة مينا الثقافية في بيروت (متحف سرسق)، ومن ثم كان عرضه الأول عربياً في مهرجان مسقط السينمائي حيث حاز على تنويه خاص من لجنة التحكيم، وعلى الرغم من الحضور القليل في الصالة، إلا أني تلقيت انطباعات عديدة معظمها كان مُشجعاً. كما شارك الفيلم مؤخراً بمهرجان وهران السينمائي، وننتظر حالياً مهرجانات أخرى. أرسلنا الفيلم إلى بضعة مهرجانات وننتظر ردها، وسيكون عرضه الأوروبي الأول في شهر تشرين أول القادم في مهرجان مالمو للسينما العربية بِالسويد، وبعد الانتهاء من فترة العروض السينمائية سنتوجه للعروض التلفزيونية للفيلم. وعن عرضه في سوريا ، فقد كان لدي رغبة شخصية دوماً بأن يكون عرض الفيلم في صالة ذات تاريخ سينمائي عريق، كسينما الزهراء مثلاً، وأن يكون عرضاً مفتوحاً للجميع، لكن للأسف لايمكن تحقيق شروط عرض تقنية في هذه الصالات القديمة، وللحصول على أفضل صيغة عرض تقنية للفيلم لا بد أن يُعرض بصيغة السينما الرقمية (دي سي بي) والتي تُحافظ على جودة الفيلم كاملة، لكن للأسف أيضاً، هذا النظام غير موجود في سوريا إلا في صالة (سينما سيتي) وهي صالة خاصة ومأجورة، وبالتالي من الصعوبة إقامة مجموعة عروض مجانية للفيلم فيها، لكننا الآن ندرس أفضل إمكانية تقنياً لإقامة عرض واحد على الأقل، شرط أن يكون مفتوحاً ومجانياً
عن السينما السورية المستقلة صعوباتها وإيجابياتها وضرورتها تقول: السينما المستقلة في سوريا ضرورة ليس فقط على الأصعدة الفنية والثقافية والإنسانية، ولكن أيضاً ضرورة إقتصادية. فمن جهة تكون أكثر انفتاحاً تجاه خطاب ورسالة سينمائية خارجة عن الأطر الكلاسيكية الرسمية، وتفتح المجال لأساليب فنية جديدة، وأسواق جديدة. ومن جهة أخرى هي ضرورة اقتصادية، فلنأخذ التجربة التلفزيونية السورية مثالاً، فبمجرد ما تم تعديل القوانين لتصبح ملائمة للإنتاج التلفزيوني السوري الخاص (في منتصف أو نهاية الثمانيات)، أصبح هناك نهضة فنية وانتاجية ضخمة في هذا المجال، وصلت الى ذروتها في الأعوام 2006/2010 ، حيث أصبح الإنتاج السوري في العام الواحد ما يقارب ال 46 مسلسلا تلفزيونياً، ومع هذا الكم من الأعمال بإمكاننا تخيل فرص العمل التي كان يفتحها كل مسلسل تلفزيوني، والدعم الاقتصادي الذي كانت تقدمه هذه الأعمال إلى البلد. ذات الأمر ينطبق على الإنتاج السينمائي الخاص، فعلى الرغم من أن التراجع عن الخطأ فضيلة ـ أتكلم هنا عن قوانين حصر استيراد الأفلام والتوزيع السينمائي ـ والتي قلصت إنتاج الأفلام الطويلة من 32 فيلم بالسنة بداية السبعينات، إلى فيلم أو فيلمين من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ـ إلا أن هذا وحده لا يبدو مشجعاً لصناع السينما المستقلين داخل سوريا. فصناعة السينما تختلف عن صناعة التلفزيون، بطول المدة الزمنية التي تحتاجها، فإنتاج فيلم طويل بسوية فنية عالية يحتاج ما يُقارب العام من العمل المتواصل، وعامين من العروض السينمائية، وبالتالي يبقى المنتج السينمائي لمدة ثلاثة أعوام على الأقل بدون مردود مادي مباشر، وهذا مرهق جداً، وبالتالي وبالنسبة لمنتجين مستقلين في بداياتهم وجود برنامج دعم هو أمر ضروري، و استحداثه أمر ممكن جداً في حال تعاونت جهة كالمؤسسة العامة للسينما، فكما ينصب جلّ اهتمامها حالياً ببرامج انتاج الأفلام القصيرة للهواة، فإنه بإمكانها بالمقابل استحداث برنامج لدعم أفلام المحترفين المُستقلة الطويلة، سواءاً كان ذلك عبر تقديم منح مالية، أو حتى عينية، كإعارة المعدات الفنية والتقنية ذات الجودة العالية التي تمتلكها، أو الفريق الفني، أو حتى الإقامة في مواقع التصوير خارج دمشق. وخصوصاً للإنتاج ذو الطابع الثقافي وغير التجاري. تحتاج السينما المُستقلة السورية أيضاً ـ مثلها مثل سينما القطاع العام ـ إلى كوادر فنية وتقنية مؤهلة أكاديمياً وفنياً وتقنياً بشكل صحيح، وهذا ما يدعو لاستحداث معهد عالٍ للسينما، على غرار المعهد العالي للفنون المسرحية
وعن الجانب المادي لِفيلمها المستقل تتابع منيّر : بيت النهرين فيلم ينتمي للإنتاج السينمائي الثقافي وليس التجاري، والهدف أساساً من إنتاجه لم يكن الربح المادي، بمقدار ما كان تحدي صناعة سينما سورية مستقلة من الداخل السوري، خلال فترة الحرب. ومع ذلك نعول مادياً على مرحلة ما بعد العروض السينمائية، أي مرحلة العرض التلفزيوني، لكي نتمكن من استرداد نفقات ورأس مال الفيلم، وتغطية إنتاج فيلم قادم على الأقل.
الفيلم حصل على دعم تمويل من مؤسسة دعم ثقافية ، تصف تعاونها مع تلك الجهة قائلة : التعاون مع الجهة الداعمة الوحيدة للعمل”اتجاهات ـ ثقافة مستقلة” كان إيجابي للغاية، فبداية الفريق القائم عليها فريق مهني ومختص وذو سوية فنية وثقافية عالية، وكانوا داعمين مهمين للفيلم على كثير من الأصعدة، ومتفهمين جداً لجميع مراحل واحتياجات العمل. أيضاً هذه المنحة حفظت لنا جميع الحقوق الفكرية والمادية، ولم تتدخل أبداً بأي من خياراتنا، والأهم من ذلك أنها جهة ثقافية مستقلة -واضح هذا من اسمها- لم تفرض علينا أي توجه من أي نوع كان. لذلك أرى هذا النوع من الدعم إيجابي بالمطلق، حيث لولاهم لما كان من الممكن إنجاز هذا العمل
الصراعات مستمرة في المنطقة من أسطورة الطوفان الرافديني حتى الحروب الشرق أوسطية الحالية ، كما استمرار الهوية و الأثر وإرادة الحياة وسط الدمار ، وكما استمرار الفن ، فَما قدرة الصرخة التي أطلقها (سلام الزهيري) في تمثاله على إنقاذ الأبرياء من الطوفان الدموي ، تختتم منيّر الحوار بالإجابة: إن لم يكن تأثير الصرخة أفعالاً مباشرة، فهي على الأقل وجدت لتُسمع، لعلها تُحدث أثراً في أزمانِ قادمة على الأقل، ولا تترك قضايا كهذه قيد المحو والنسيان، وتكون على الأقل كلمة حق لصالح أصحابها
يشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان مالمو للسينما العربية (5-9 / تشرين الأول أكتوبر 2018) بِدورته الثامنة في السويد ، وهو العرض الأوروبي الأول للفيلم ، وفي المشاريع المستقبلية للمخرجة ؛ تقوم حالياً بكتابة أول أفلامها الروائية الطويلة ، والذي تعمل به على أسلوب تجريبي يعتمد السينما السريالية وقد يتطور في عدة اتجاهات ، ويتناول التوسع السكاني و تداعياته على المجتمع

Lascia un commento

Il tuo indirizzo email non sarà pubblicato. I campi obbligatori sono contrassegnati *