الدّورة البرامجيّة لقناة سما : طاقات شبابيّة … ديكورات ملّتها العين

آراء تلفزيون

 عامر فؤاد عامر _ دمشق 

استطاعت قناة سما الفضائيّة، خلال مدّة بسيطة، تغيير نمط برامجها، بصورةٍ مختلفةٍ تماماً عن تلك التي انتهجتها في السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل. ولا بدّ أن ذلك جاء بالاعتماد على طاقات جديدة استقطبتها القناة لتطوير سويّة وروح البرامج في الخطّة الجديدة، لكن هل نجحت القناة في الوصول إلى الهدف من خطّتها الجديدة؟

انطلقت الدورة البرامجيّة الجديدة مع بداية شهر رمضان المبارك، بحلّة جديدة منوّعة من البرامج التي تحمل الطابع الشبابي من حيث الفكرة والأداء والتطبيق. نستطيع وصف هذه الدّورة بالجادّة، إذّ لا يمكن نكران الجهود المبذولة هنا مقارنةً بجهود وسائل الإعلام الأخرى، وبالعودة إلى تفاعل الجمهور مع هذا التحديث، رأينا أن هناك استقطاب للعديد من المشاهدين بتزايد أكبر مقارنة بما قدّمته قناة سما في دورات برامجيّة سابقة، لكن يبقى هذا التجديد في إطار المحاولة ليس أكثر، لا سيمّا عندما نقارنه مع ما يقدّم اليوم مع فضائيات عربية أخرى

عدد من البرامج التي يمكن الإشارة إليها، حملت جميعها مسميّات أو عباراتٍ تشبه لغة العاميّة اليوميّة، التي نتعامل بها، وهناك رأيان حول هذه المسمّيات، فالبعض أحبّها وتأقلم مع فكرتها، والآخر رفضها واعتبرها ابتعاد عن اللغة الأمّ وعدم التزام بضرورتها. يأتي في المقدمة برنامج السهرة “كاني ماني” وهو برنامج يتطرق لمسائل لم تطرح في إعلامنا المحلّي من قبل.  إذ يعتمد البرنامج على فكرة حديث غير موجّه للكاميرا بين ثلاثة من مقدّمات البرنامج، يتحدّثن بشأن يخصّ الناس بالاشتراك مع ضيف السهرة، الذي ابتعدت فيه سما هنا عن أن يكون فقط فنان، بل يمكن أن يكون شخصية اجتماعية معروفة أو ذات فاعليّة في اختصاص ما. يرفد البرنامج فقرتين الأولى “سرّي مرّي” وهو تقرير يجريه مقدّم البرامج عبد الله حلاق في الشارع عن موضوع متعلّق بعنوان السهرة الأساسي وضيفها، والثاني “قعود لقلك” وهو لقاء يقدمه مقدّم البرامج موفق عماد الدين مع شخصيّة محددة يفاجئنا فيها شكلاً ومضموناَ وبما يتناغم والحلقة ككل

الجزء الآخر من البرنامج هو وجود إم مستو وأبو مستو، وهاتان الشخصيّتان اللتان أثارتا الحيرة والجدل معاً لدى عدد من المتابعين، فالبعض اعترض على تأدية شاب لشخصيّة “أم مستو واعتبر ذلك تخلفاً بما أنها تختبئ خلف شباك المنزل، وتشارك الضيف، ومقدّمات البرنامج، وأبو مستو، الحديث، وكذلك المتصلين، والبعض علّق على أداء الفنان باسل فتال لشخصيّة أبو مستو” واعتبرَ المشهد غير موفق وتكريس لسطحيّة مهد لها مسلسل باب الحارة

ما يثير الجدل والملاحظة أيضاً ، هو عدم إنشاء ديكورات خاصّة بالبرامج الجديدة لا سيّما برنامج السهرة الأساسي، فالديكور هو نفسه ديكور برنامجي “صباح الخير” و”نوّرت سمانا” مع بعض تغييرات تكاد لا تذكر، ولو أن هناك تكامل في فكرة التغيير لظهرت الجهود المبذولة في تجديد البرامج بصورة أكبر وأجمل، وهذا سيستقطب جمهوراً أكبر للقناة في حال اعتنت بهذا التفصيل وفي حال سعت نحو مختصّين وهم كثر في بلدنا على علمٍ ودراية باللون، وجذب الجمهور، والإعلام المؤثر

يمكن الإشارة إلى إيجابيات توافقت والجو الرمضاني مثل ما تقدّمه فرقة طرابيش في شارة برنامج السهرة، وأيضاً تخصيص برنامج للتواصل مع المشاهدين “أي كيو” ومقدّمة البرنامج سالي عزام وفقرة عائلة “مستو” لتوزيع جوائز للمتصلين والمهتمين، على الرغم من ملاحظة تواضع الجوائز، وربما عدم أهميّتها للبعض، خاصّة وأن رمضان كريم

ما يلفت الانتباه أيضاً، عدد من برامج هذه الدّورة مثل برنامج “بعد شوي” فعلى الرغم من فكرته التقليديّة التي تقوم حول الحديث عما جرى سابقاً من حلقات المسلسلات التي تعرضها القناة، إضافة لعنصر تشويقي بسيط عما سيأتي من أحداث، إلا أن البرنامج يحمل صبغة ناجحة بحيويّة مقدّمة البرنامج حنان مرتضى وصوتها اللافت، والشكل الإخراجي للبرنامج

ونذكر أيضاً من البرامج عكل ضرس لون برنامج الطبخ، وبرنامج“بدك الدغريومقدّم البرنامج ورد سباغ، وبرنامج “مثل ما هو”. أيضاً برنامج “عانن عبالي” الخاص عن ذكريات السوريين وتوثيقات خاصّة بحياتنا المحليّة، ولن ننسى برنامج “لو فرضنا جدلاً” مع أدونيس شدود ومقالب جديدة يقدّمها بالاتفاق مع ناس يلتقيهم في الشارع

لا يمكن إنكار الجهد المبذول للوصول إلى التميّز في قناة سما، لكن هذا لا يعفي القائمين على القناة من أن هناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها للوصول إلى الحالة الأفضل، واستقطاب جمهور أكبر على غرار محطات عربية، خاصّة مصر، فهناك محطات مصريّة استطاعت خلال فترة وجيزة أن تخترق الفضاء، ليتابعها ليس فقط جمهورها المحلي، بل جمهور من كل البلاد العربية

 

Lascia un commento

Il tuo indirizzo email non sarà pubblicato. I campi obbligatori sono contrassegnati *