عندما يجتمع الفن الراقي والاعلام الجريء يصبح الحوار نقطة انطلاق للبحث والتساؤل والنقاش حول صناعة الدراما التي أوصلتنا الى كل أنحاء العالم في ظل ما تعانيه اليوم من صعوبات ومشاكل بعضها انتاجي داخلي والبعض الاخر خارجي مرتبط بالتوزيع والتسويق ضمن الحرب المعلنة والخفية على الدراما السورية
الفنانة أمل عرفة التي عودتنا على صراحتها كانت هذا الاسبوع ضيفة الإعلامي باسل محرز الذي عودنا هو أيضاً على جرأته في الحوار ضمن برنامج المختار لتكشف للمستمعين ان مشاركتها في مسلسل “جريمة شغف” كانت لأسباب مادية فقط ومع ذلك أدت دور “هيفاء” بكل إخلاص، معتبرة أن الدور لو قدمته أي ممثلة سواها لم يكن ليضيف أي شيء لها وأن المسلسل لم يحصد النجاح المتوقع لأسباب يتحملها الجميع، مضيفة أن معظم فنانات سورية بدأت الأضواء تخفت عنهن والفضل يعود للمنتجين الذين انخرطوا في دراما مشتركة بمعظمها مصطنعة وغير مقنعة والبعض منهم بدأ ينتج مسلسلات من الدرجة العاشرة إضافة لكسر الأسعار وعدم وجود سوق داخلي للعرض والعقوبات التي تفرضها الفضائيات على الأعمال السورية
واعترفت أمل في لقائها عبر المدينة اف ام قائلة : بعت سيارتي لأفي بالالتزامات المادية بعدما قمت بإنتاج مسلسلي “سايكو” نظراً لتعثر الشركة المنتجة وقمت بالعمل على تسويقه وعرضه على المحطات بنفسي وهنا اكتشفت لعبة التسويق وكيف تتم الصفقات من تحت الطاولة لتمرير الأعمال ومع ذلك أبشر الجمهور بأن مسلسلي سيعرض هذا العام والاتفاق في مراحله النهائية
وتحدثت أمل عن تجربتها في فيلم “عزف منفرد” للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد واصفة السيناريو بالذكي جداً بحيث لم تتمكن من التوقف عن القراءة مطالبة بفتح المجال للقطاع الخاص ليدخل سوق السينما السورية عبر افتتاح الصالات وأكدت أن بعض الأفلام التي تنتجها السينما السورية حالياً يمكن وصفها بمراهقة إخراجية وتنظير فني ولاتلمس الجمهور بشيء
أمل قالت إنها تكاد تجزم أنه لو كانت المرأة تملك الاستقلالية الاقتصادية لكنا رأينا معظم نساء العرب مطلقات معتبرة أن مرحلة اكتشافها لذاتها بدأت بعدما خرج الرجل من حياتها
وعن علاقتها بالسوشال ميديا قالت أمل إنه إذا لم تكن حاضراً على السوشال ميديا فأنت لست حاضراً في الواقع وهي تخطت مصطلح الافتراضية بحيث أصبحت واقعاً مُعاشاً منوهة أنها حريصة على اختيار مايصل لابنتيها من الانترنت وأنها قامت بشرح كل المعلومات التي يمكن أن يتحصنّ بها وفتحت المجال لهنّ ليسألنها بكل مايمكن أن يجول في خاطرهنّ
وتحدثت أمل عن علاقاتها بزميلاتها بالوسط الفني مبينة أنه لاعلاقات لديها وأنها فوجئت بأشخاص من الوسط الفني لم يقدموا لها واجب العزاء بوالدها مستثنية بعض الأسماء ومنها النجمة شكران مرتجي وأضافت أن القطيعة التي حدثت بينها وبين شكران استمرت لعامين ولكنهن تجاوزنها الآن
كشفت عرفة عن الساعات الأخيرة في حياة والدها قائلة إنه تعامل مع مرضه بإيمان كبير وإنها استمدت منه الشجاعة للنفس الأخير قبل أن يفارق الحياة بين يديها وأضافت أن رحيل والدها الموسيقار سهيل عرفة جعلها تستوعب كل النذالة أو الخذلان الذي عاشته من أشخاص لم يكونوا مناسبين في حياتها وجعلها تكتشفهم على حقيقتهم مضيفة أن عدداً من الأشخاص اكتفى بتعزيتها عن بعد رغم العلاقة الإنسانية القوية التي كانت بينهما ومع ذلك تعتبر أن كل ذلك جعلها أقدر على رسم ماتريده لنفسها ومستقبلها